أي حرية تراد للمرأة الموريتانية؟!
- التفاصيل
- المجموعة: تقارير
- نشر بتاريخ السبت, 10 أيار 2014 22:58
بثت قناة الوطنية الفضائية مؤخرا حلقة حوارية، ناقشت موضوع: "حقوق المرأة" واستضافت د/الشيخ ولد الزين، والناشطة مكفوله بنت ابراهيم، وقد تباينت تقييمات المشاهدين لهذه الحلقة، فبعضهم أخذ على الدكتور ولد الزين برودة أعصابه، في مقابل الآراء الجريئة، والأفكار الهدامة التي تروج لها بنت ابراهيم.
غير أن قراءة متأنية لمضمون الحلقة المذكورة، تبين أن ولد الزين وقع في "كمين" ووجد نفسه أمام خيارات محدودة.
فإما أن يصطدم مباشرة مع مكفوله، ويفند آراءها بشكل واضح، ويسفه أقوالها، وربما حتى يكفرها، كما حاولت أن تستدرجه لذلك مرارا، وربما هذا الخيار سيكون أفضل هدية لهذه الناشطة، كي تقول: انظروا هذا النوع من الفقهاء هو الذي يحرم المرأة من حقوقها، وهو سبب خراب الأمة، وهو الرجعي... إلى غير ذلك من الألفاظ المعروفة في أدبيات أمثال مكفوله.
وإما أن يجاريها في آرائها المتحررة من كل قيد شرعي، وأخلاقي، ويحاول التماس الدليل لهذا النوع من الحرية المطلقة للمرأة، وهذا الخيار طبعا غير وارد من مفكر إسلامي، يعرف ما للمرأة، وما عليها، انطلاقا من الكتاب، والسنة.
أما الخيار الثالث – وهو الذي فضله د/ ولد الزين- فهو: أن يحاول تمرير رسالته الوسطية في موضوع حقوق المرأة، ويجعل من المشاهد مخاطبا مباشرا، ويتجاهل تلك المرأة السافرة، بخطابه، مثلما تجاهلها بنظراته.
إن المدرسة التي ينتمي لها ولد الزين معروفة للجميع – حتى قبل حلقة الوطنية- والفكر الذي يتبناه بات واضحا للكل، وهو فكر يحاول أن يعطي للمرأة جميع حقوقها التي منحها الإسلام كاملة غير منقوصة، بعيدا عن أي فهم خاطئ، أو قاصر في هذا المجال، لكنه فكر كذلك يحرص كل الحرص على أن لا تتجاوز المرأة حدود الشرع، بدعوى التحرر.
أما السيدة مكفولة بنت ابراهيم فيصدق عليها لقب "نوال السعداوي" بنسختها الموريتانية، مع فارق بسيط، هو أن نوال السعداوي تمتلك الجرأة الكافية، ووضوح الطرح للتعبير عن آرائها بكل وقاحة، أما مكفولة فتتشدق بعبارات هي لا تدرك فحواها، فقط سمعتها عند بعض الملحدات من أمثال السعداوي، ووفاء سلطان، وغيرهما ممن يختزلن حرية المرأة في العري، والحرية الجنسية، وتلك حرية في واقعها عبودية، وامتهان للمرأة، وضررها على المرأة، والمجتمع كبير جدا، وقد اعترف بذلك حتى عتات الملحدين في الغرب، لكن مكفولة مسكينة، للتو وصلتها تلك الرسالة، بعد أن بدأ الغرب يكفر بها.