انتخاب منت اعل سالم تعزيز لدور المرأة الموريتانية في الحياة البرلمانية
بقدرما يقاس تقدم الشعوب ورقيها بمشاركة المرأة في الحياة السياسية والبرلمانية والفعاليات العامة والانتخابات، وسعيها لأن يكون دورها واضحا ومتميزا، بقدرما يتضح بجلاء الحقد الدفين لأخيها وشريكها الرجل على تبوءها هذه المكانة، خاصة في المجتمعات الحديثة العهد بالحياة الدستورية والبرلمانية.
ورغم أن موريتانيا من بين البلدان العربية التي قطعت خطوات هامة في ما اصطلح عليه ب " الكوتا النسائية" إلا أن قيادة المرأة لا تزال تواجه بالكثير من الانتقادات مع كل مناسبة يحظى فيها وجه نسائي جديد بثقة لقيادة مؤسسة أو قطاع حيوي في الدولة الموريتانية،مع الاعتراف بتفوق المرأة على الرجل في مجال تسيير المرافق العمومية والحفاظ على المال العام.
ولعل النظرة التقليدية لمكانة المرأة في المجتمع الصحراوي عموما والموريتاني خصوصا والثقافة الذكورية السائدة يجعلان من الضروري أن تعمل المرأة بجد لتعزيز حضورها الحقيقي في الحياة العامة، لتأخذ دورها الحيوي في التعامل مع قضايا الطفولة والبطالة والأيتام والأرامل والمطلقات ...، وهو ما يستوجب من الرجال فسح المجال لتقلد النساء مناصب القيادة في المؤسسة البرلمانية، مما سيدفع بالبرلمان الجديد إلى مزيد من الالتزام بالحضور والمشاركة الجادة في الدورات.
و مما لا شك فيه أن منت أعل سالم تتمتع بكفاءة و خبرة واسعة تمكنها من تولي هذا المنصب بجدارة، وهذا يعني دفع مساهمة المرأة في تغيير القوانين ورسم السياسات وإعداد البرامج لأنها تتفهم المشاكل و العراقيل التي تواجه فئات المجتمع كونها قد عاشت أجواء مماثله لها في تربيه وتعليم الأسرة ومتابعة شؤونها ولان مشاكل الأسرة وأعبائها تجعلها في الكثير من الأحيان تقطع مسارها المهني من أجل التفرغ لتربية الأبناء ومتابعه تعليمهم .. كما إنها تحس بدور الموظفة ومعاناتها للتوفيق بين العمل والبيت لذلك تسعى إلى توفير دور الحضانة لضمان استمرارية المرأة في عملها براحه دون القلق على أطفالها كما إنها تسعى لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في توزيع المناصب في العمل بين الجنسين وترسيخ مفهوم ثقافة المساواة و شرح الإجراءات القانونية ، وهو ما يجعلنا نؤكد على أن تكون منت أعل سالم نائبا لرئيس الجمعية الوطنية، لكسر التقاليد البالية والثقافة الذكورية المسيطرة.
عال ولد يعقوب