معلومات عن السياسة الخارجية لموريتانيا في ظل رئاسة ولد الشيخ الغزواني (خاص)
منذ إعلان ترشح الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني، ظل أنصاره يؤكدون - في معظمهم- على استمرارية نهج سلفه محمد ولد عبد العزيز في تسيير البلد، على الأقل في الخطوط العريضة، رغم قول ولد الشيخ الغزواني نفسه خلال مقابلة صحفية سبقت الحملة:" إن ولد عبد العزيز صديقه، لكنهما مختلفان، فذاك محمد ولد عبد العزيز، وأنا محمد ولد الشيخ الغزواني"، وهي عبارة استشف منها البعض رغبة الرجل في وضع بصمته الخاصة به في تسيير البلد، وإذا كان الجميع ركزوا على السياسة الداخلية للرئيس المنتخب، وملامح التغيير، أو الاستمرار فيها، فإن موضوع السياسة الخارجية لموريتانيا لا يقل أهمية، وهنا تـُطرح أسئلة بارزة من قبيل:
هل سيواصل الرئيس ولد الشيخ الغزواني انتهاج السياسة الخارجية لسلفه من الصراع الخليجي مثلا، أم سيعيد العلاقات مع قطر - كما فعلت المملكة الأردنية مؤخرا ؟، هل سيـُحدث الرئيس ولد الشيخ الغزواني أي تغيير على موقف موريتانيا التقليدي من نزاع الصحراء الغربية، وكيف يرى شكل العلاقات الموريتانية مع المملكة المغربية، بعد سنوات من الشد والجذب، والتحسن، والتدهور ؟؟، وما موقف الرئيس ولد الشيخ الغزواني من مشاركة موريتانيا في نزاعات القارة الإفريقية، سواء كوسيط، أو كمشارك بالجنود خارج الحدود لحفظ السلام ؟؟.
بالنسبة للموقف من الصراع الخليجي - الخليجي، لا يتوقع مراقبون حدوث تغيير في موقف موريتانيا بعد تسلم ولد الشيخ الغزواني السلطة، بالنظر للعلاقات الوطيدة التي تربطه شخصيا بكل من قادة السعودية، والإمارات، فضلا عن أن موريتانيا - كما يقول البعض- حرقت مراكب العودة في علاقاتها مع دولة قطر، وأي نزول عن أعلى الشجرة يحتاج تمهيدا، وتغيرات في الخليج لا تبدو ملامحها في الأفق.
أما موقف موريتانيا من نزاع الصحراء الغربية، فالأرجح أن يؤكد ولد الشيخ الغزواني موقف موريتانيا التقليدي "الحياد الإيجابي"، لكن مراقبين يرون أن هذا الموقف لم يعد مـُجسدا على الأرض بشكل حقيقي، فالحياد في نزاع كهذا يكاد يكون مستحيلا، وحتى مجرد دعوة الرئيس الصحراوي لحضور حفل تنصيب ولد الشيخ الغزواني كفيلة بتوتير العلاقة مع الرباط، التي تمت دعوتها هي الأخرى، ما يعني أن موريتانيا ستظل تعامل المغرب، والصحراء كدولتين على قدم المساواة.
وبالنسبة لحضور موريتانيا في نزاعات القارة الإفريقية، يتوقع المراقبون أن يستمر هذا الحضور ويتعزز، خاصة وأن الرئيس ولد الشيخ الغزواني كان قائدا للجيش، وأشرف على مشاركة موريتانيا عسكريا في العديد من بلدان القارة، وهي المشاركة التي كانت مشرفة، وحظيت بإشادة من الأمم المتحدة، وتلك الدول، فضلا عن كونها أظهرت الدور الفاعل لموريتانيا في الإقليم.