ولد أييه.. من ملفات التعليم إلى فضاءات السياسة(تحليل)
فور تسلم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني السلطة في الأول من أغشت 2019 اتجهت الأنظار والتوقعات لإعلان أول تشكيلة حكومية في العهد الجديد، وبعد ترقب وانتظار جاءت الحكومة جامعة بين القديم والجديد، لاهي استمرار للماضي، وليست ثورة ضده كذلك، وانصب الاهتمام على بعض الشخصيات التي تتقلد المنصب الوزاري لأول مرة، وبالنظر لأهمية التعليم كان الجميع يرقب ويراقب وزير التعليم الثانوي والتكوين التقني والمهني محمد ماء العينين ولد أييه بصفته وزيرا "فنيا" لم تأت به توقعات المحللين، وما هي إلا أشهر قليلة حتى بدأت خطوات إصلاح التعليم وظهرت بوادر الجدية ووضوح الرؤية لدى ولد أييه فكانت مكافأته بمنحه حقيبة التعليم بمختلف مستوياته(الأساسي، الثانوي، المهني).
شخص الوزير العارف بخبايا التعليم وتحدياته واقع القطاع، وانصب اهتمامه على أهم الإشكالات فعالجها بروح من الانفتاح والتعاون مع جميع الفاعلين في الشأن التربوي وكان يتابع بنفسه أدق تفاصيل تسيير قطاعه، ورغم قصر المدة وظروف جائحة كورونا فقد تمكن ولد أييه من وضع خطة شاملة لرقمنة التعليم بعد عقود من الفوضوية والتبعثر، ونظم منتديات عامة لإصلاح التعليم أنتجت قانونا توجيهيا ينتظر عرضه على البرلمان تضمن خارطة طريق واضحة المعالم للنهوض بالمنظومة التربوية.
وبعد إثبات جدارته بالقيادة والتسيير، ومهاراته في الخطابة والإقناع، قرر رئيس الجمهورية تكليفه بمهمة النطق باسم الحكومة في ظرف بالغ الحساسية، ففاجأ الرأي العام بالابتعاد عن الإطناب الملل بالاختصار غير المخل، فكان يقول ما ينبغي أن يقال، وأعاد الهدوء إلى الواجهة الإعلامية للحكومة، وأظهرت خرجاته الإعلامية الأسبوعية الجوانب السياسية والقيادية في شخصيته فكان أفضل خيار لقيادة الذراع السياسي للنظام في خضم الاستعداد لاستحقاقات انتخابية بدأت تلوح في الأفق، في ظل وضع سياسي معقد.
واليوم تسلم محمد ماء العينين ولد أييه رسميا رئاسة الحزب الحاكم بعد تغيير اسمه وشعاره، لينتظر الجميع أن يحقق من بوابة السياسة ما حققه من مكاسب عبر الوزارة والإعلام، ليكون بذلك رجل المهمات الصعبة لهذا العهد، بهدوئه ورجاحة عقله، وكفاءته في المحاججة والإقناع، وقبل كل ذلك بسجله المهني الخالي من أي ملاحظات سلبية أو خصومات شخصية مع أي كان.