فتوى بقتل رئيسة منظمة نساء معيلات للأسر وفقء عينيها
لماذا تجرأ زعيم " أحباب الرسول" يحظيه ولد داهي على اتهام رئيسة منظمة نساء معيلات للأسر بالكفر ولم يتوار عن هدر دمها والترغيب في أن تفقأ عينيها ، يبدو أن للأمر علاقة بملفات قالت منت المختار انها تملكها واتهمت ولد الداهي بأنه يستولي على أموال النساء دون وجه حق ولا ينفق عليهن ، هذه التصريحات أثارت حسب رأي البعض حفيظة الشاب ولد داهي الذي أفتى بقتل الناشطة الحقوقية آمنة بنت المختار، نظرا لكونها مرتدة، تتعالى على أحكام الشرع، ورغب ولد داهى في فقء عينيها الاثنتين،وذالك في أول فتوى تكفيرية تأتى في العلن، تحرض على القتل، وهذا نص الفتوى التى كتبها على صفحته على الفيس بوك:
"هذه الملعونة الخبيثة تدافع بالأمس في موقع الصحراء عن المسئ المرتد ولد امخيطير وتقول بأنه سجين رأي وفي السابق طالبت بإطلاق سراحه وإرجاع زوجته له وتصف جماعة "احباب الرسول" صلى الله عليه وسلم بأنهم بوكو حرام، وأنهم تكفيريون لأنهم طالبو بإنصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وصيانة عرضه فعليها لعنة الله و الملائكة والناس أجمعين"
فإنني الآن أعلن على بركة الله ردتها عن الإسلام لتهوينها من عرض النبي عليه الصلاة والسلام وعليه فإنها كافرة حلال الدم والمال فمن قتلها أو فقأ عينيها الاثنين فإنه يكون مأجورا إن شاء الله تعالى".
هذا وكانت منت المختار قد هاجمت جماعة "أحباب الرسول " و وصفتهم بحركة شاذة وشبهتهم ب بوكوحرام نيجيريا، حصل ذلك في مقابلة .
مقتطفات من المقابلة
28 نوفمبر ظهرت مؤخرا جماعة "أحباب الرسول" بعد زوبعة المقال الذي اعتُبر مسيئا للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ ما هي ملاحظاتكم على الحراك الذي قام به نشطاء الجماعة؟
أمنة بنت المختار: موريتانيا كباقي دول العالم اجتاحتها الحركة التكفيرية مؤخرا حيث إن تطور مثل هذه الحركات الشاذة يهدد الإسلام بغزو من نمط جديد لا يتماشى مع مبادئ وقيم ديننا الحنيف وهو ما ينذر باستيراد القتل للبلاد كما تفعل جماعة البوكوحرام في نيجيريا التي اختطفت 200 طفلة بريئة. وفيما يتعلق بجماعة أحباب الرسول والتي يرأسها يحظيه ولد داهي الذي أعرفه عن طريق الملفات الشائكة الموجودة عندنا والمتعلقة بالنفقة والكسوة وأخذ أموال نسوة بدون علمهن، وأنبه هنا أن على من قرر رفع شعار الإسلام فعليه أن يكون مطبقا له على أرض الواقع وأن يكون بعيدا عن الشبهات ومنضبطا بتعاليم الإسلام، والمسلمون جميعا أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن مؤمنون وليست هناك محبة خاصة، وأنا تضررت من تطرفهم حيث كفروني من يومهم الأول. فالإسلام ليس وسيلة لكسب المال، ومن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب الكف عنه ومن كفره أصبح إسلامه في دائرة الشك، والإسلام ليس ملكا لأحد وليس عقبة في وجه التقدم وإنما جاء لينقذ البشرية ويقدم الحلول في جميع المجالات.
موقع الصحراء: أصدرتم قبل أشهر بيانا رفقة بعض المنظمات الحقوقية للمطالبة بتوفير محاكمة عادلة لولد امخيطير؛ ما هي نظرتكم للملف وتعاطي مختلف الجهات معه قضائية وسياسية واجتماعية؟
آمنة بنت المختار: أنا مناضلة في مجال حقوق الإنسان وأتعامل مع المتهم من كونه بشرا من الناحية الإنسانية، وأرى أن كل إنسان نفذ جريمة لا بد من أن توفر له محاكمة عادلة والدولة ارتكبت أكبر خطإ عندما وقف ولد عبد العزيز أمام المتظاهرين وقال إنه سيعاقب ولد امخيطير أقسى عقوبة، وبذلك يكون ولد عبد العزيز قد حكم على ولد امخيطير مسبقا؛ وهذا مخالف للقانون.
ولا شك أن ولد امخيطير أصبح ضحية لبعض الحركات السياسية باعتبار قضيته ملفا حساسا حيث تراجعت كل الهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في موريتانيا عن الدفاع عنه نظرا لحساسية الموضوع الذي تناوله، والكثير من المطالبين بقتله لم يقرؤوا ما كتب بسبب مصادرته ولذلك حكم عليه الجميع دون بينة.
والمسألة الأخرى ولد امخيطير شاب وما زال في مرحلة الشباب واختلف العلماء في الحكم على ما كتب هل يكفر صاحبه أم لا؛ وحتى على افتراض أنه كفر فقد أعلن توبته، لكنه لم يأخذ أحد بتوبته، ونحن أصدرنا بيانا يضم عدة منظمات وموقع من رؤساء تلك المنظمات؛ ولا أكتمكم سرا أنه بعد إصدارنا ذلك البيان تم استهدافي شخصيا من بين عدة أشخاص وقعوا على ذلك البيان وتم قمعي ومحاربتي كي لا أقول كلمة الحق؛ وأنا لست خائفة حتى ولو كان السيف على عنقي سأقول كلمة الحق؛ ولن نخاف من هجوم من ينتهز الإسلام لمصلحته الشخصية دون أن يقوم بواجبه كما تقره أبسط ثوابت الإسلام، وقد وقفنا سابقا مع السلفيين في أوقات عصيبة لكوننا نؤمن بأنهم في النهاية بشر ولا تهمنا السياسة والنهج السياسي للمتهم ولا الجريمة التي أقدم عليها الجاني مهما كان؛ فنحن كحقوقيين نطالب فقط بتوفير محاكمة عادلة لكل سجين مهما كانت جريمته بما فيهم ولد امخيطير؛ كما طالبنا بها من قبل للسلفيين وما زلنا نطالب بها لهم، وما يقوم به هؤلاء السياسيون وهؤلاء القادة هو النفاق السياسي والتلبيس بالإسلام على النفاق والإنتهازية والخداع.
موقع الصحراء: يتحدث النظام عن عدم وجود أي سجين رأي في الوطن حاليا مع تحفظ بعض المنظمات الحقوقية على هذه المعطيات؛ بوصفك متابعة لقضايا السجون هل يقبع خلف قضبانها سجناء رأي؟ وما هي تقييمك لوضع السجناء وظروف عيشهم؟
آمنة بنت المختار: لا يمكنهم أن ينكروا ذلك لأن ولد امخيطير سجين رأي وسجناء إيرا سجناء رأي، والرأي لا يشمل الرأي السياسي فقط بل يعم جميع من سجن لرأي أدلى به أيا كان ذلك الرأي، والفنانة ليلى مولاي سجينة سجنا لا يمكن أن يصنف في أي نطاق؛ لأن زي الملحفة ليست فرضا ويمكن. لأي فتاة أن تلبس زيا ساترا ليس هو بالضرورة ملحفة؛ كما تعاني ليلى من العنصرية لأنها تلبس زيا ليس زي شريحتها، وقد هددت في وقت سابق بالقتل، ومن هددوها هم أنفسهم كانوا يدعون سابقا للبس العباءات ويكفروا على عدم لبس هذا النوع من الأزياء؛ ونفس الجدل طال البيان الذي أصدرناه مع بعض الحقوقيين حول حرب مالي، فأين الحريات وأين ضمان تطبيق القوانين؟ المشكلة ليست في التشدق بالقوانين لكن المشكلة في تطبيقها.
وفي هذا الإطار يعاني السجناء السلفيون الذين يقبعون في سجن سري من أوضاع مزرية وخاصة منهم الطيب ولد السالك الذي انتهت مأموريته وذهب به إلى سجن سري وولد السمان الذي يوجد على سرير المرض... وغيرهم من السجناء الذين نطالب بتنظيم الزيارة لهم وتمكينهم من التواصل مع ذويهم.
وهنا أحمل القائمين على هذا البلد كامل المسؤولية فيما حدث ويحدث لأن العدالة ما زالت تعبث بقوانين البلد وبحقوق المواطنين فلا بد من الإرادة السياسية حتى تطبق العدالة وهذه هي أكبر مشكلة نعاني منها.
المصدر: وكالات+ الوسط