هل سيعلن زين العابدين "إفلاسه"؟!
"الإفلاس" كلمة يعرفها رجال الأعمال جيدا، فالمصطلح شائع جدا في أوساط المال والأعمال، ورغم أن الإفلاس يعتبر سيئا في عالم المال، إلا أنه يبقى في بعض الحالات خيارا مقبولا ومفيدا، يعود ببعض النتائج على "المفلسين" أو بالأحرى يجنبهم دفع المزيد من الضرائب وتكبد خسائر إضافية.
وفي عالم السياسة هناك "إفلاس سياسي"، عندما يفشل الشخص في تحقيق أي مكسب يذكر في مجال السياسة رغم انخراطه فيها، وهنا عادة يتخذ "المفلسون سياسيا" قرارا بالاعتزال السياسي، والتفرغ لمجال آخر، فكما أن الاستمرار في ضخ الأموال في شركة مفلسة، ومنهارة، ومثقلة بالديون، يعتبر خيارا خاطئا، وإشهار الإفلاس هنا هو الأفضل، فإن الاستمرار في استدرار دعم سياسي يرفض الشعب منحه، وحصد الهزائم السياسية يعد انتحارا سياسيا، ويجدر بالشخص اعتزال السياسة للحفاظ على ماء وجهه، وتقليل الخسائر السياسية لحزبه ونظامه.
منذ دخوله معترك السياسة المحلية في بلدية كيفه، لم يحقق زين العابدين سوى إنجاز يتيم، تمثل في فرض ترشيح قريبه جمال ولد كبود عمدة لبلدية كيفه في انتخابات 2018 ضمن ظرف سياسي وتوازنات ساعدته في ذلك جينها، وعاد زين العابدبن هذه السنة ليحاول جاهدا تحقيق مكسب سياسي في مدينة يهجرها طوال أيام السنة، وحتى عندما يزورها لأيام خلال المواسم السياسية ينزوي في قصره خارج المدينة متواريا عن أنظار العامة، وجاءت نتائج انتخابات 2023 لتكشف عن هزيمة مدوية لولد الشيخ احمد، عندما خسر حزب الإنصاف الحاكم بلدية كيفه، وخسر بلديات تابعة لمقاطعة كيفه، وخسر اثنين من نواب المقاطعة، وكانت الضربة القاضة بفشل تنصيب المجلس الجهوي لولاية لعصابه في حالة لم تحدث إلا في ولاية لعصابه.
تم تأجيل التنصيب، ووصل زين العابدين إلى كيفه، وانتقل إلى قصره خارج المدينة، وبدأ اتصالاته المكثفة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفرض حصة معقولة لحزب الإنصاف في نواب رئيس الجهة، لكن حتى في هذه كذلك فشل زين العابدين، ومُني حزب الإنصاف بهزيمة موجعة، وسيطرت المعارضة والمغاضبون على معظم نواب رئيس الجهة، ليعود زين العابدين إلى انواكشوط يجر ذيول الهزيمة من جديد، ليبقى السؤال مطروحا بقوة.. هل سيعلن زين العابدين ولد الشيخ احمد إفلاسه السياسي، ويعتزل السياسة، أم أن الرجل - وهو مخضرم، نفوذه عابر لنظامين- سيواصل حضوره الخجول في المشهد السياسي، حتى لو كان حصد الهزائم سيمة ملازمة له؟؟؟.