تأخُر حزب تواصل في تحديد مرشحه للرئاسيات..عجز عن الحسم،أم تكتيك سياسي؟
يعتبر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" أكثر الأحزاب الموريتانية تنظيما وانسجاما حزبيا، ورغم كون الحزب يقدم نفسه باعتباره الحزب الوحيد الذي يتكئ على خلفية إسلامية،إلا أنه معروف باتباعه للمنهج البراكماتي في السياسة الذي يقدم المصلحة السياسية الآنية على المبدأ والإيديولوجيا،ومن هذا المنطلق دعم الحزب مرشحين لرئاسة الجمهورية من خارج صفوفه، بل وكانوا سابقا مناهضين للحزب، وذلك طمعا في اقتناص فرصة للوصول للسلطة بأي ثمن.
شهد حزب تواصل منذ وصول رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة نزيفا حادا من الاستقالات، شمل كوكبة من قادته الكبار على رأسهم رئيسه المؤسس محمد جميل منصور،والنائبان البرلمانيان سابقا الصوفي ولد الشيباني،ومحمد المخطار الطالب النافع،وغيرهم، ولئن حاول الحزب التقليل من تأثير هذه الانسحابات،إلا أن مراقبين سياسيين يلحظون تأثيرها على الحزب لكون المنسحبين يحظون بشعبية معتبرة وهم من جيل التأسيس.
واليوم- وقبل أقل من 100 يوم من الاقتراع- لم يستطع الحزب الكشف عن هوية مرشحه للرئاسيات، رغم تشكيل الحزب لجنة من قادته لهذا الغرض،عكفت منذ أسابيع على دراسة الخارطة السياسية لتحديد المرشح الأمثل،وكان من المفترض أن يعلن الحزب اسم مرشحه بحلول منتصف شهر مارس،لكن ذلك لم يحصل.
ولا تبدو خيارات حزب تواصل كثيرة،فخيار المرشح الموحد بين مختلف مكونات المعارضة يبدو بعيد المنال، وقمرة القيادة في الحزب لا تتضمن أسماء جذابة يمكن تقديم أحدها كمرشح للرئاسة، وخيار دعم مرشح من خارج منتسبي الحزب تم تجريبه في آخر انتخابات مع رئيس الوزراء السابق سيدي محمد ولد ببكر وكانت النتيجة مخيبة للآمال، وتبقى الأيام القليلة القادمة كفيلة بالكشف عن خيار الحزب المعارض الأبرز، والذي يتولى رئيسه منصب زعيم المعارضة الديمقراطية.