قبل أسبوعين من فتح الترشح للرئاسيات،الغموض سيد الموقف
أسبوعان فقط،تفصل الموريتانيين عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع والعشرين من شهر يوليو، وتستمر مدة الترشح أسبوعين كذلك، ما يعني أنه خلال شهر من اليوم ستتحدد أسماء المرشحين للسباق الرئاسي، وبدأت اليوم الإثنين أول خطوة فعلية في مسار تنظيم الانتخابات بإطلاق الإحصاء الانتخابي،ورغم قصر المدة المتبقية، فإن الصورة لم تتضح بشكل كامل، فأحزاب الأغلبية أعلنت منذ فترة دعمها إعادة ترشيح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية رئاسية ثانية،لكن لم يتحدد بعد زمان، ومكان إعلان الترشح بشكل رسمي، وإخراجه من مرحلة المطالبة _أو الوجود بالقوة- إلى مرحلة القرار الرسمي -أو الوجود بالفعل-.
وتبدو المعارضة في وضع لا تُحسد عليه، فالخلافات تعصف بمكوناتها،والشقاق يمزق أبرز أحزابها، ما يجعل خيار المرشح الموحد أبعد من أي وقت مضى، وسط تصحر تعاني منه الساحة السياسية وانعدام لشخصيات وازنة، لديها الرغبة، والقدرة على ترشح يخلق الفارق.
وإذا تجاوزنا ثنائية أحزاب الأغلبية، والمعارضة، فإن "المستقلين" لا يبدون أفضل حالا،فمنهم مَن يعيد الترشح كرة أخرى، أملا في حظ أوفر هذه المرة، مثل بيرام الداه اعبيد، ومنهم من يدخل حلبة الترشح لأول مرة، حالما بمفاجأة في زمن وبيئة سياسية لا تترك هامشا للمفاجآت عندما يتعلق الأمر بالمنصب الأرفع في الدولة، ومن المستقلين طائفة أخرى حسبها من الترشح أن تستطيع الحصول على الشروط الشكلية المطلوبة لملء استمارة الترشح، فهذه الفئة راضية من الغنيمة بالإياب.
وما يجمع عليه المراقبون للشأن السياسي هو أن بورصة الرئاسيات لم تقل كلمتها الفصل بعد، والمشهد لم يَبحْ بسره،رغم ضيق الوقت، ولا يُعرف على سبيل اليقين لمصلحة مَن هذا الغموض غير المألوف.