أبرزهم ولد الطالب المين، نتائج الرئاسيات تكشف حقيقة دعم سياسيي كيفه لولد الشيخ الغزواني(تحليل)
لم تكد تنتهي معركة الانتخابات الرئاسية التي سجلت نسبة متدنية غير مسبوقة، سواء من حيث نسبة المشاركة في التصويت، أو من حيث نسبة التصويت لرئيس يترشح وهو في السلطة، ولئن كان الوقت لا يزال مبكرا على قراءة وتحليل تلك النتائج، إلا أنها كانت نتيجة منطقة لعوامل بدت واضحة قبل، وأثناء الحملة الانتخابية.
نتوقف في هذا العنصر مع مقاطعة كيفه برمزيتها الكبيرة للنظام لأكثر من سبب، حيث أقبل أنصار النظام على بعضهم البعض يتلاومون، كل يحاول التملص من النتائج غير المريحة التي حصل عليها المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني في هذه المقاطعة، وكان واضحا أن الفاعلين السياسيين عموما لم يبذلوا الجهد الذي بذلوه قبل سنة في الانتخابات البلدية، والنيابية، والجهوية في الانتخابات الرئاسية الحالية، وحاول الجميع تسجيل الحضور فقط، ولم يكلف نفسه عناء الحشد الحقيقي للمرشح غزواني، ولم يُضح الجميع في سبيل ذلك بمال ولا جهد يذكر.
هذا الجدل دشنه نائب كيفه لمرابط الطالب المين، الذي بذل خلال السنوات الماضية جهودا مضنية للحصول على الترشيح تحت يافطة الحزب الحاكم(الاتحاد من أجل الجمهورية، الإنصاف) وفشل في ذلك دائما، ليضطر لخوض معركة حجز مقعد في البرلمان عن كيفه بمفرده، وبماله الخاص بعد فشله في الحصول على ترشيح الحزب الحاكم، وهو ما كلفه مبالغ مالية باهضة، يستحيل استيعادها حتى لو تولى منصب رئيس البرلمان لعشرات السنين- يقول مراقبون للشأن السياسي المحلي في كيفه-.
ورغم الرفض الدائم لولد الطالب المين من قبل النظام وحزبه الحاكم منذ سنة 2013 إلا أن الشاب الداخل عالم السايسة من فراغ، ظل دائما يسارع إلى الهرولة إلى صفوف النظام، معلنا دعمه له، فور نجاحه في دخول البرلمان من حزب آخر غير الحزب الحاكم، متناسيا ومتجاهلا رفض النظام لتبنيه خلال مرحلة الترشح، وهو التصرف الذي حير المراقبين، إذ كيف يسارع شخص لدعم نظام رفض ترشيحه دائما من حزبه الحاكم، خاصة أن هذا الشخص لا يحظى بأي تمثيل في السلطة التنفيذية، ولم يعتبره النظام أصلا طرفا يستحق منحه نصيبا في تقسيم كعكة المناصب،لكن مراقبين يرون أن ولد الطالب المين هذه المرة أراد توجيه ضربة من تحت الحزام للنظام، والكشف فعليا عن تلك المغاضبة التي "أسرها في نفسه ولم يُبدها لهم" طوال سنوات خلت.
خلال الحملة الانتخابية الماضية، كان واضحا أن ولد الطالب المين لم يلق بثقله خلف المرشح غزواني، صحيح أنه نظم بعض التظاهرات السياسية، لكن لم تكن بمستوى التي نظمها عندما كان الحشد لصالحه هو كمرشح للبرلمان، وجاء التصويت في رئاسيات 2024 لتكشف الصناديق الحقيقة التي تحدث عنها فاعلون سياسيون آخرون في الأغلبية، وأكدتها مقارنة بسيطة بلغة الأرقام بين نتائج انتخابات 2023 ورئاسيات 2014.. واليوم يبقى السؤال مطروحا، أي قرارات سيتخذها الرئيس ولد الشيخ الغزواني للتعامل مع نتائج الانتخابات في مقاطة كيفه، بعد أن اتضح له الداعمون فعلا، والداعمون "تقية"؟.