ثلاثة أسئلة ستحدد إجابتها هوية الوزير الأول والحكومة المقبلة..
وضعت المعركة الانتخابية الرئاسية في موريتانيا أوزارها، بما لها وما عليها، ورغم ما حملته نتائج تلك الانتخابات من مفاجآت نسبية، وما صاحبها من اعتراض، وإقرار، إلا أن صفحة الرئاسيات طُويت، وتم تحديد هوية رئيس موريتانيا لخمس سنوات مقبلة، لتتجه أنظار الجميع اليوم نحو القصر الحكومي، بعد معرفة هوية ساكن القصر الرئاسي.
يجمع كل المراقبين على أن الوزير الأول الحالي محمد بلال مسعود سيترك منصبه بحلول الأسبوع الأول من شهر أغشت على أبعد تقدير، لكن هوية الوزير الأول الأول في المأمورية الثانية لا تزال غامضة، والأرجح ألا يتم التعرف عليه قبل إعلانه رسميا، بالنظر لقدرة رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني على إبقاء تعييناته الهامة وقراراته الكبيرة طي الكتمان بعيدا عن سيف التسريب الذي ظل مسلطا على رؤساء سابقين.
السؤال الأبرز والذي تحدد إجابته مسار التعيينات المقبلة هو.. هل سيخرج ولد الشيخ الغزواني هذه المرة عن دائرة المحاصصة الجهوية، والعرقية، أم سيظل وفيا لتلك الاعتبارات التي حكمت مأموريته الأولى؟؟ ..
إذا افترضنا أن الرئيس سيتحرر من اعتبارات المحاصصة العرقية، والجهوية، فكل الاحتمالات تبدو واردة، دون استثناء، وبالتالي من شبه المستحيل توقع اسم شخصية بعينها لشغل منصب الوزير الأول، أما إذا اختار رئيس الجمهورية السير في مضمار المحاصصة، فستضيق دائرة التوقعات جهويا، وعرقيا، لتنحصر هوية الوزير الأول المرتقب في ولايتي اترارزه، والحوض الشرقي على التوالي، مع ترجيح أن يكون من الشريحة ذاتها التي ينحدر منها سلفه،
والسؤال الثاني الذي تحدد إجابته إلى حد كبير مسار تشكيل الحكومة المقبلة فهو.. هل سينطلق رئيس الجمهورية من نتائج الانتخابات الرئاسية، وحتى البرلمانية قبل أكثر من سنة لتحديد اختياراته في التعيين في الوظائف الكبيرة.. بمعنى هل ستكون التعيينات بحسب الجهد الانتخابي، والغلة المتحصل عليها من الأصوات، أم أن الرئيس - وهو في آخر مأمورية له- لن يعير كبير اهتمام لتلك الاعتبارات السياسية؟.
أما السؤال الثالث الجوهري الذي ستحدد إجابته طبيعة تشكيل الحكومة المقبلة فهو.. هل سيقرر الرئيس هذه المرة إحداث تجديد حقيقي في المشهد الحكومي، ويتخلى عن رموز بارزة من النظام السابق ظلت حاضرة بقوة في نظامه خلال مأموريته الأولى، أم أن رئيس الجمهورية سيظل وفيا لنهجه في تشكيل نظام "هجين" يزاوج بين القديم، والجديد، مع سيطرة المخضرمين على مقاليد السلطة التنفيذية؟.
بعد إعلان تشكيلة أول حكومة لرئيس الجمهورية المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني ستتضح الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاث، وإلى ذلك الحين، سيظل سوق الشائعات والتحليلات، والترشيحات منتعشا، دون كلمة فصل أو قطع للشك باليقين.