
بين الأمس واليوم..كيف يعيش الموريتانيون شهر رمضان..؟

يعيش الموريتانيون - على غرار المسلمين في جميع أنحاء العالم- أجواء شهر رمضان المبارك، ولئن كان المسلمون يتفقون في عبادة الصيام (الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد) فإنهم يختلفون في العديد من العادات المصاحبة لشهر رمضان، فلكل بلد مسلم طريقته في الحياة اليومية خلال شهر الصيام، حيث يتغير الجدول اليومي للمسلم بشكل جذري، فما الذي استجد في عادات الموريتانيين خلال الشهر الفضيل، وما الذي اندثر من عاداتهم فيه؟.
قديما، كان الموريتانيون يعيشون شهر رمضان المبارك بأجواء روحانية، تغلب عليها العبادة، من صيام وقيام، وصدقة، وصلة رحم، كما كانت البساطة هي السمة الأبرز في موائد الإفطار، بضع تمرات، وماء بارد، وحساء، ووجبة متواضعة تختلف طبيعتها من منطقة إلى أخرى، وسحور بما تيسر، وأحيانا مجرد شربة من لبن، وكان الموريتانيون يحرصون على النوم ساعات من ليل رمضان، ويستيقظون للسحور، وبعضهم يدركه الفجر وهو نائم فيصوم يومه دون سحور، لم يكن الموريتانيون قديما يهتمون خلال رمضان بالأنشطة التجارية ليلا،بل كان الليل للقيام، من صلاة التراويح إلى التهجد.
أما خلال السنوات الأخيرة، فقد انقلبت حياة الموريتانيين خلال شهر رمضان رأسا على عقب، وتغيرت عاداتهم، بشكل كبير، فحل التكلف والمبالغة محل البساطة في موائد الإفطار، وبات معظم الناس - خاصة من النساء- يقضون ساعات في المطبخ أكثر من تلك التي يقضونها في المسجد أو تلاوة القرآن، كما بات ليل رمضان فرصة للعرض التجاري وجني الأرباح المادية، بدلا من مناسبة دينية خاصة، وفرصة قد لا تتكرر ينبغي اغتنامها للتزود من أعمال الخير، وبات الناس يسهرون حد الأرق حتى دون سبب واضح للسهر، وهو ما يؤثر على أعمالهم في النهار ويضر بصحتهم.
ومن العادات التي استجدت في حياة الموريتانيين، ممارسة رياضة المشي ليلا، فترى الناس -فرادى وجماعات- يجوبون الشوارع والساحات العمومية، وعلى العموم، يلاحظ المرء أن العادات والأنشطة الحياتية طغت على روح شهر رمضان، حتى تحول الشهر الفضيل -أو كاد- إلى مجرد موسم سنوي، يصوم الناس فيه ويصلون التراويح، لكن بطريقة أقرب إلى الاستعراض والرياء والعادات منها إلى العبادة بخشوع وتبتل.