إذاعة موريتانيا.. فساد باسم الدين (ح 1)
تحولت إذاعة موريتانيا خلال السنوات الأخيرة إلى قطب إعلامي متكامل، فرغم ظهور إذاعات خاصة، وقنوات تلفزيونية إلا أن إذاعة موريتانيا حافظت على شعبيتها، ومستمعيها، ولعل السب في ذلك يرجع إلى افتتاح إذاعات جهوية في الداخل، وافتتاح إذاعة للقرآن الكريم، وإذاعة للشباب، وقناة المحظرة الإسلامية.
لكن هذا التطور في الإذاعة يعكس فقط جانبا من الصورة، وهناك جانب آخر ربما لا يعرفه الكثيرون، ومن يعرفونه لا يريدون إبرازه، إنه الفساد المستشري في جسم الإذاعة، والذي يقول البعض إنه شهد هو الآخر توسعا لا يقل عن توسع خدمات الإذاعة.
(الوسط) حصل على معلومات دقيقة، وموثوقة عن مظاهر فساد مالي في إذاعة موريتانيا، تتجسد بعض مظاهره في النقاط التالية:
شيكات بلا رصيد..
أكد أكثر من مصدر أن إدارة الإذاعة منحت مؤخرا شيكات لعاملين فيها، وعند محاولتهم سحبها أخبرتهم الخزينة أن حساب الإذاعة أحمر، أي أنه لا رصيد مالي فيه، وهو ما يشكل في حد ذاته جريمة صرف شيك بلا رصيد، وقد تكررت هذه الحالة مع عدة أشخاص، وتؤكد هذه الظاهرة أن ميزانية الإذاعة استنفدت بالكامل قبل نهاية السنة.
زبونية، ومحاباة..
توصل(الوسط) بمعلومات محددة عن أشخاص يتلقون رواتب من الإذاعة دون عمل محدد، أو لا يقومون بذلك العمل، فهم موظفون فقط على الورق، والمفارقة أن هؤلاء الموظفين الوهميين يتقاضون رواتب تصل 100000 مائة ألف أوقية، بينما يعيش عمال الدعم داخل الإذاعة( عمال النظافة، والتنظيم) يعيشون وضعية مزرية، ورواتبهم متدنية، وبعضهم لا يتقاضى راتبه بانتظام في الوقت المناسب.
احتفالات مكلفة..
أكدت مصادر (الوسط) أن الإذاعة تشهد إنفاقا غير مبرر على تنظيم الحفلات، وكان آخرها الاحتفال الذي نظمته الإذاعة لتوزيع الجوائز على بعض الشخصيات الدينية، حيث جاءت فاتورة هذه السهرة مكلفة، شملت 30 شاة من الغنم، و" انحيره" مع صرف مبالغ لبعض القائمين على الحفل، وملابس، وقد باتت التظاهرات الدينية( مسابقات، وندوات، واحتفالات) فرصة لنهب مبالغ كبيرة من ميزانية الإذاعة، في سياسة يمكن تسميتها ب " الفساد باسم الدين" .
هذا وسنتابع في هذه السلسلة مظاهر الفساد المالي، والإداري داخل إذاعة موريتانيا، مع التأكيد على مصداقية المعلومات، تكريسا منا لحق المواطن في معرفة ما يدور داخل المؤسسات العمومية، ومعرفة مصير مئات الملايين من المال العام التي ترصد سنويا لهذه المؤسسة.