دلالات انسحاب ولد بوحبيني، و تأثيراتها المحتملة على المشهد الإنتخابي المرتقب
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 12 أيار 2014 15:19
أثار قرار انسحاب المرشح أحمد سالم ولد بوحبيني من السباق الرئاسي بشكل مفاجئ الكثير من علامات الاستفهام، رغم المبررات التي قدمها نقيب المحاميين في المؤتمر الصحفي الذي نظمه بهدف إعلان انسحابه بحضور بعض قيادات المعارضة، و التي لم تقنع الرأي العام فيما يبدو ، خصوصا أن الرجل من خيرة المحاميين، و أكثرهم قدرة على التحمل و مقارعة النظام، ولكن ما مقدار تأثير هذا الانسحاب على فرص المنافسة في الانتخابات المقبلة؟ و هل له دلالة سياسية؟ أم أنه مجرد فرقعة إعلامية ؟
لاشك أن عدم وجود ثقة في حصول انتخابات شفافة و نزيهة في الرئاسيات الموريتانية المقبلة و التي تقاطعها أحزاب المعارضة، و غياب فرص التكافؤ بين المرشحين يكفي لوحده لمن يبحث عن ذريعة لمقاطعة هذا السباق، الذي يبدو أنه قد حسم قبل أن يبدأ، لكن ما يصعب على الفهم هو لماذا الترشح أصلا ما دامت ملامح السباق واضحة من البداية ؟ ربما الأمر هو مجرد مناورة إعلامية لتشويه المشهد الإنتخابي وإبراز مدى الشرخ الذي وصلت إليه العلاقة بين الأطراف السياسية في موريتانيا بعد فشل النظام في تفكيك صفوف المنتدى أو جذب بعض أطرافه للمشاركة في الرئاسيات القادمة من أجل إضفاء قدر – ولو يسير من المصداقية – على إنتخابات يخشى أن تتحول إلى استفتاء على مرشح واحد.
فلو صدقت التكهنات بإنسحاب المرشح المختار صار و تراجع بيجل عن قراره الجريء على حد تعبيره، و مراجعة بيرام لحساباته الفلكية التي ستمنحه الفوز من الجولة الأولى، فإن الساحة ستخلو للرئيس محمد ولد عبد العزيز مما سيعطي دلالات سياسية سيئة لبلد شرف برئاسة الإتحاد الإفريقي في تطور مهم بعدما خرج من حصار شديد إثر إنقلاب عسكري شكل إنتكاسة للمسار الديمقراطي في موريتانيا.
ربما لا يكفي لتشويه المشهد الإنتخابي القادم أن ينسحب أحد المرشحين، و يهدد آخر بالانسحاب ، لأن قرار المشاركة يبقى مرهونا في النهاية برغبة الشخص، لكن التزام باقي المرشحين، و جديتهم في خوض غمار هذا السباق الرئاسي هو ما سيحدد خلال الأيام القليلة المقبلة مدى الجدوائية من الاستمرار في هذه الأجندة الإنتخابية.
عال ولد يعقوب