أمرج: عندما يقف التعصب القبلي عائقا في وجه إصلاح التعليم !
- التفاصيل
- المجموعة: الداخل
- نشر بتاريخ الثلاثاء, 14 تشرين2/نوفمبر 2017 12:44
من الطبيعي جدا أن يقلق الآباء على مستقبل أبنائهم و يبحثوا لهم عن الأفضل و الأكثر قدرة و تميزا و استقامة ليسلموه مهمة تقويم و إصلاح مؤسسة أعيت الإدارة و الوزارة بعدما فقد الأهالي الأمل في انتشالها من الحضيض بعد تفاقم مشكلات التسرب المدرسي، و الرسوب، و الطرد المتكرر.
وجد الأهالي ضالتهم في أحد أبناء المقاطعة المشهود لهم بالكفاءة و الخبرة في التدريس و الإدارة هو مدير ثانوية أمرج الحالي الشيخ ولد يحفظو أحد أقدم أساتذة مادة العلوم الطبيعية المتميزين في انواكشوط قبل أن يصبح مديرا.
قبل المدير الشيخ إدارة ثانوية أمرج نزولا عند رغبة الأهالي، رغم ما يعنيه ذلك له من مشقة و نأي عن والدته المسنة،و بذل جهدا مضاعفا لتقويم الاختلالات، وتغطية العجز حيث عمل بنفسه مدرسا لكل الأقسام العلمية في مادة العلوم الطبيعية عندما عجزت الإدارة عن توفير أستاذ لها.
جهود هذا الابن المتميز مكنته من تحقيق بعض الإنجازات التي ظلت حلما يراود التلاميذ و الأهالي لفترة طويلة، حيث تمكن هذه السنة من افتتاح قسم رياضي للسنة الخامسة لأول مرة في تاريخ هذه المؤسسة، و قسم آخر كان مختفيا منذ 2004...
هذه المجهودات لم تشفع لهذا المدير عند إحدى الحساسيات السياسية في المقاطعة عندما لم تتمكن من كسب هذا المدير إلى جناحها لأنه ببساطة يحرص على الوقوف على مسافة متساوية من جميع الأطراف ،فبدأت تتحين الفرص لشيطنته و تحميله مسؤولية فشلها في تحقيق مستقبل واعد لأبنائها فقامت هذه السنة بسحب أبنائها من الأقسام النهائية و تحويلهم جميعا إلى النعمة بدعوى أن المؤسسة لا يتوفر فيها طاقم مكتمل..
هكذا إذن تحول المدير الشيخ من ابن بار يحاول جاهدا أن يفيد أهله و يرفع من مردودية التعليم في مقاطعتهم إلى مهمل و فاشل في نظر بعض سكان أمرج، و خاصة أولائك الذين يفكرون بمنطق قبلي في كل أمورهم حتى في مستقبل أبنأئهم.