لا تسلبوا الفقراء "يا بوي" فقد يدعون عليكم ..
لم تعد القدرة الشرائية لفقراء نواكشوط و مدن الداخل الموريتاني تقوى على احتمال الارتفاع المذهل الذي عرفه سعر سمك " يابوي" أو" السردين " عماد وجبة السمك الوحيدة المتاحة لهؤلاء، الذين يكابدون ضيق ذات الحال ، بعدما وصلت أسعار الواحدة منها اليوم ما بين 250 - 300 أوقية في السوق المحلية.
ربات أسر كثيرات عدن أمس و يوم أمس و سلالهم فارغة من هذه المادة، التي اعتدن عليها، و أصبحت حقا لهن، دون غيرهن من ربات الأسر الميسورة الحال.
أما و الحال هذه، و رغم عدم إدراكهن أنهن أصبحن فجأة فريسة لليبرالية المتوحشة، بسبب تنامي قطاع الصناعات السمكية، فليس أمامهن إلا الدعاء، دعاء المظلوم الذي اغتصبت مصانع الهنود الحمر و الصفر مصائده، و سلبته قوته محدثة اختلالا عميقا في توازناته المعيشية مع انتقال سعر " اليابوي" الواحدة من 20 أوقية في العادة إلى 300 أوقية.
أكثر من 180 مؤسسة على الأرض، أو عائمة معتمدة في هذا المجال، تنشط ليل نهار لتموين السوق الدولية بزيوت و دقيق الأسماك المصطادة من السواحل الموريتانية،ضمن نظام المحاصة المعمول به.
هذه حصة الفقراء من الثروة السمكية، و هو ما يستوجب وضع آلية رقابة عليها ضمن هذا النظام التي اعتمدته إستراتجية تنمية قطاع الصيد 2015 -،2019 لتحميها من تقلبات السوق ، و تخرجها من معادلة العرض و الطلب، كي تظل في متناول الفقراء الذين لم تحقق لهم دكاكين بيع السمك المخفض حاجتهم من هذه المادة.
عال ولد يعقوب