من هم قطاع " الطرق الجدد" في مالي؟
شكل الهجوم المسلح على حافلتين موريتانيتين لنقل الأفراد اليوم الأحد في مالي سابقة من نوعها في الأسلوب – على الأقل- حيث تم لأول مرة توقيف الحافلتين بالتزامن على طريق معبد تمر عبره عشرات السيارات كل ساعة، و بطريقة غير "احترافية" لقي فيها مسافران حتفهما، من أجل تنفيذ عملية سطو مسلح، و نهب ما بأمتعة الركاب من مقتنيات ثمينة – على قلتها-.
الطريقة التي تمت بها العملية - رغم شح المعطيات التي تسربت حتى الآن- لا تحمل بصمات الجماعات الجهادية المسلحة التي تفرض سيطرتها في بعض مناطق هذا البلد المجاور، و الذي تسوء حالة غياب الأمن و السلم فيه يوما بعد يوم، لدرجة أطلقت حكومته حملة لتدريب أعضائها على حمل السلاح، و إطلاق النار قبل أسبوع من الآن، و حظرت دولة بوركينا المجاورة له حركة الدرجات النارية ليلا على حدودها معه.
عملية اليوم و إن كانت سابقة في الطريقة، إلا أنها مسبوقة بعمليات أخرى مشابهة على الشريط الحدودي نسمع عنها كل أسبوع، ضحاياها مواطنون موريتانيون تسلب أموالهم، و تزهق أرواحهم تارة على يد القوات المالية عن طريق الخطأ، و تارة أخرى على يد جماعات من قطاع الطرق، ربما يكون هدفهم القيام بعمليات تمويه صغيرة الحجم لتفويت فرصة متابعة الجماعات الإرهابية التي تستهدف المعسكرات المالية، أو القوات الدولية.
و مهما تكن طبيعة من يقف وراء هذه الاعتداءات والجرائم، فإن قواتنا الأمنية و المسلحة مطالبة بالتدخل، و تمشيط هذه المنطقة، والمناطق المتاخمة لها، برا و جوا، و وضع حد لهذا الانفلات الأمني على الحدود مع مالي، و هي لا شك قادرة على ذلك، و به جديرة.
حفظ الله جيوش موريتانيا، و أدام أمنها.
عالي ولد يعقوب