الانتخابات الرئاسية بين لقاء الشباب وشبح المقاطعة/ بقلم مولاي عبد الله الملقب اسلكو ولد محمد سالم
على عكس ما كان متوقعا لم تكن الانتخابات البلدية والتشريعية الماضية حلا سحريا للتجاذبات السياسية التي يعاني منها البلد طيلة المأمورية المنصرمة للرئيس وخاصة في ظل التمديدات المتكررة للبرمان الفائت بل إن ما أفرزته هذه الانتخابات البلدية كان مزيدا من التشرذم والتفكك خاصة داخل الكيانات الداعمة والموالية الشيئ الذي برر فكرة المقاطعة التي انتهجتها منسقية المعارضة حينها حيث طالبت وقتها بحوار ندي توافقي يخرج البلد من أزمته السياسية تلكم الأزمة التي ما زالت قائمة وما زال البلد يعيشها بكل تفاصيلها وخاصة في ظل الاستحقاقات الرئاسية القادمة التي بدأ النظام يقرع طبوله لها وإن كانت جميع البراهين توحي أنها ستكون من جانب واحد كسابقتها البلدية والتشريعية.
غير أن الحقيقة التي لا يريد النظام أن يعترف بها رغم القبضة الحديدية التي يحكم بها البلد منذ الانقلاب على الرئيس المنتخب هي عجزه الواضح عن إنقاذ البلد من براثين التسيب والرشوة والمحسوبية الشيئ الذي جعل كل الشعارات البراقة تتساقط تباعا بدءا من رئيس الفقراء وليس انتهاء ببرنامج أمل 2012. ولم يكن لقاء الشباب سوى محاولة جديدة لرفعه ضمن شعارات الحملة المقبلة التي يبدو أن الإعداد الجيد والحرص على اختيار المشاركين فيها لم يكن كافيا لإنجاحها حيث ظهر الرئيس في لقائه بالشباب ساخرا مستخفا من البعض وحكما وخصما للبعض الآخر. كما أن كثرة المهاجرين فيه حرفته عن مساره مما أظهر جليا أن معاناة الشباب لا يرفعها لقاء أو لقاءان وإنما تكون في قضية يعانيها البلد بأكمله من فقر وبطالة وجهل وتخلف الأمر الذي فضل رئيس الفقراء للأسف تجاهله منهمكا في ذات الوقت في الاستحقاقات القادمة جاعلا من لقاء الشباب وقودا حيويا لها ومغازلا في ذات الوقت منتدى الديمقراطية والوحدة بحوار يريده هو واضعا شروطه قبل أن يبدأ.