ما الذي يخرس جل الطيف المعارض الموريتاني ؟
أثارت دعوة " الزعيم" مسعود ولد بلخير رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي أمس الاثنين قيادات أحزاب المعارضة الموريتانية للتشاور حول "الحوار المزعوم" جدلا في الأوساط السياسية، بسبب ضبابية المشهد السياسي المحلي، وجمود الساحة السياسية منذ تقلد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم في البلد، وانتهاجه للمسلك التشاوري " التصالحي"، وما أفرزه ذلك من تجميد الحراك السياسي بعد حوالي عقد من السخونة السياسية والصدامية في العلاقة بين النظام الحاكم و جل الطيف المعارض التي طبعت فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
و لئن كانت هذه الدعوة لاقت استحسان أولائك الذين يرون في سكوت الطيف المعارض أو تخليه عن لعب دوره المعتاد في نقد وانتقاد الأداء الحكومي والتعليق على كل شاردة و واردة تقاعسا وانتكاسة للنضال السياسي، إلا أن آخرون يعتقدون أن هذه الدعوة مجرد فصل جديد من سياسة " الدبلوماسية الناعمة" لقيادة النظام الحالي هدفها إخراس المعارضة،و وأد أي حراك أو تحريك للساحة قد يعكر صفو الهدوء السياسي،والذي أصبح يعد من بين إنجازات النظام الحالي، في حين يرى فيها فريق آخر دليلا على " الموت السريري" للمعارضة الموريتانية، والتي لم تنجح يوما من الأيام في تحقيق انسجام سياسي لطيفها، أو إجماع حول برنامج عمل يحقق لها مكاسب باهرة قد تسارع في خطاها نحو الوصول إلى الحكم كما حدث في دول مجاورة.
و رغم النزر اليسير من المعلومات التي رشحت عن فحوى هذا الاجتماع، إلا أن الحديث عن التحضير لحوار مرتقب في الوقت الحاضر غير وارد خاصة بعد نفي الحزب الحاكم في وقت سابق تناوله لأي معلومة بهذه الخصوص، ومع ذلك يبقى "وضع المعارضة الموريتانية على الصامت"، واللقاءات الفردية لقيادياتها بصفات مختلفة يدفع إلى التساؤل القديم/ المتجدد : إلى أين تتجه موريتانيا؟
و مهما يكن من أمر فإن فترة " السماح السياسي" التي أمهلتها للمعارضة لنظام ولد الغزواني قد تجاوزت حد السنة، ولم يعد لسكوتها من مبرر، فهل هي بداية لكتابة فصل جديد في العلاقة بين نظام ولد الشيخ الغزواني و الطيف المعارض؟
عال ولد يعقوب