" كونكور" في باركويل وكنكوصه: عجائب وغرائب/ غالي بن الصعير
نزف تحية إلى أبطال غزة , فقد رفعوا هامتنا , بما بنوه من قوة وعلم في ظل الحصار , ونحن نهدم في ظل الاستقرار والأمن كما ندعي ,فالتعليم تجد فيه غرائب وعجائب في وطننا .
فهناك قناعة راسخة لدى البعض بأن أسهل سبيل للنجاح و التفوق في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية هو اجراء الامتحان في ريف البوادي والمدن النائية حيث رخاوة قبضة الرقابة وخلو الجو لمزاج المراقبين .
فمن غرائب الأمور أنك كلما ابتعدت عن مركز عاصمة ولاية لعصابه في كل سنة أزداد عدد الناجحين في المسابقة وخاصة في مقاطعتي باركيول وكنكوصه .
فمركزي بولحراث الأول والثاني نجحوا بحذافيرهم وبمعدلات عالية و كانو الأوائل في المسابقة على مستوى الولاية .
أما كنكوصه فنجد على سبيل المثال مركزي لعوينه +السيال وكنكوصه 3وبدنه يتجاوزون, لا يخفق منهم في المسابقة سوى قدر أصابع اليد أو أقل منها .
لا أستكثر نجاح وتفوق هؤلاء التلاميذ والتاريخ يشهد على أجدادهم بالعبقرية والنبوغ في هذه الأرض.
إلا أن ظاهرة نجاح المركز كله تحتاج إلى تنويه وبحث وتحقيق لأن الأمر فيه إثارة بالغة, في ظل شبه إجماع وطني على فساد التعليم فينا وضعف أدائه.
فالبعض ينسج ريبة وشكوكا حول هذه النتائج فلا يعقل عنده نجاح مركز كله في امتحان التجاوز فما بالك في مسابقة والأغرب عنده صعود درجات نتائج أهلها وتقاربها , فلا بليد يأويه هذا المركز أو ذاك , وإن كان فيه مدارس شتى, ولا ضعيف مستوى ,فالكل أذكياء يتنافسون على درجة واحدة .
ويزعم آخر أن الإهمال والخيانة والتواطؤ على غياب المسؤولية لهم اليد الطولى في صناعة الفرقعة .فلو كان هناك تحقيق نزيه يطال المفتش ومراقبيه الذين اصطفاهم وزكاهم وحملهم عبء المسؤولية , لألتف جلباب الفضيحة على وجوههم .
لكن البعض الآخر أعرض عن هذا ويرى فيه شططا ,ويزعم أن الظاهرة لا تخلو من معجزة تستحق ترقيتهم والاعتناء بتجربتهم وإقامة أيام تفكيرية حول الاستفادة من خبرتهم ,فالمواظبة والتفاني في العمل والكفاءة الفائقة أثمروا بها جهدا خارقا للعادة وصنعوا بها عصا سحرية تلتهم فشل التعليم , ولو أرادوا مكيدة لطالت مركزي كلير وأودي أهل شيهب , فالأول قد غاب نصفه ورسب الباقي والثاني أخفق كله إلا واحدا بمعدل 85.5 .
حين نتجاوز شد وجذب الظاهرة فإننا نلاحظ أن من استصعب المسابقة في الولاية ، يهرول دائما إلى القرى والمدن النائية , ويؤوب غانما ناجحا , وهذا يستساغ إذا كانت مواضيع الامتحان مختلفة , أما وأنها موحدة فماذا يعني هذا إلا حصول الريبة ودخول قفص الاتهام .
من حق معلمي باركيول وكنكوصه أن يحتجوا على الإدارة الجهوية بسبب تنصلها من المسؤولية ,وغض طرفها,عن إحياء مبدأ المكافئة والعقوبة , فمدراء هؤلاء المدارس ومعلموها من حقهم التكريم والإشادة بما صنعوه , فإن كان فيه مطعن فمن حق ألأهالي والوطن معاقبة الجناة والتشهير بهم وإنزال أقصى العقوبة ويكونوا عبرة.
نحن نعيش مهزلة بإشراف الإدارة هدفها تجهيل المجتمع وتفريغ كل شيء من محتواه حتى المسابقات يتاجر بها ويتم تلاعب بها على مرآي ومسمع من الدولة وهذه قناعة لدى البعض فإلى متى؟ .