ويسألونك عن زيادة الرواتب..
بكل صراحة لست من الموظفين الذين يتكتمون على دخلهمْ،خوفاً من دفع الإتاوة(الأعطيات)،لكنني أعدكم ريثما أقبض على "الزيادة"وهي متخفية في ثنايا الراتب،نهاية يناير سأحدثكم عن حجمها الطبيعي!!
فهي كثيراً ما تتسبب في موجة من الإحراج للموظف،فالحمام الزاجل الذي يغرد خارج سرب "الوظيفة العمومية"،سيخالنا عثرنا على كنز ثمين،مدفون بين الرمال المتحركة لخطاب الفخامة ليلة 28 نوفمبر!!
وتلك العصفورة الواقفة على غصن الأحلام الوردية،ستتخيلني قادم إليها،على حصان أبيض وورائي جيش عرمرم من "العروض"!
لأنتشلها من صقيع الإنتظار،وأتوغل بها في أدغال "تفرغ زينه" الموحشة،لنتناول العشاء في مطعم راقي على أضواء الشموع،وفي نهاية السهرة "الباذخة!!
أنادي النادل وأقول له كم الحساب؟
فيجيبني الحساب = زيادة الرواتب الأخيرة,,,,فأحول بصري عنه،إلى العصفورة وأقول لها هل تحفظين النشيد الوطني!!
حقيقة الراتب يشبه حبل المشنقة،ما أن ينقضي الأسبوع الأول من الشهر،حتى يتفرق دمه بين المصروفات والدائنين!!
ولكن أقول للحكومة!!
معظم الشعب ليس منخرطاً،في سلك الوظيفة والزيادة "أطيح عليه كلاصْ"،الشعب يريد خفض الأسعار وخدمات جيدة،والعاطلون يريدون العمل!!
هناك مواطن يمتلك عريشاً،له بقرة صفراء أو ناقة بيضاء،وعدة رؤوس من "الماعز"،لا يملك تأمينا صحيا ولا راتبا جاريا،يدخل السوق بصعوبة ويخرج منه بصعوبة،لا يمتلك حساباً،في تويتر أو الفيسبوك ليغرد ويقول أنه يشعر بالمرض!!
لا يجد فسحة من الوقت ليحلم،يكابد شظف الظروف ليعيش،ولا علم له بما يجري في دهاليز الوطن،وما أكثر هؤلاء من "عين بنتيلي" في أقصى الشمال إلى "فصالة" في أقصى الجنوب!!
9 صباحاُ و 26 دقيقة بتوقيت تامشكط وعلى جاليتنا في كندا مراعاة فارق التوقيت والأحلام.
عن الكاتب المتميز :
Khaled Elvadhel