ناجي إمام كما عرفته..
عرفت الأستاذ ناجي محمد الإمام قبل عقود من الزمن في سنوات عمري الأولى من خلال أشعاره التي كانت تصلنا بالكاد في سنوات الشح الثقافي، حين كنا نصنف الشاعر ضمن عمالقة المرحلة من أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، فضلا عن رمزيته كمناضل مهموم بقضايا وطنه وأمته.
جمعتني الظروف به في مناسبات متعددة منها ما هو سياسي وما هو ثقافي، فقد عملت تحت إمرته خلال توليه أمانة الشباب في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، مما منحني فرصة الاحتكاك بالرجل عن قرب، أثناء المناشط التي ينظمها الحزب من وقت لآخر.
وشهادة للتاريخ فقد كان ناجي الإمام كتلة من النشاط والحيوية، ومع أنه شاعر مرهف الإحساس إلا أنه مع ذلك جدي وصارم في مواقف الجدية والصرامة..
يعتبر الأستاذ ناجي موسوعة من المعارف المتنقلة، فهو شاعر، وأديب، وباحث اجتماعي، ومؤرخ، أوتي من الثقافة حظا وافرا، ومن التاريخ وعلم الاجتماع نصيبا مفروضا.. يتكلم اللغات الأكثر انتشارا في العالم، ويتمتع بأخلاق عالية وسعة في الصدر وتقبل للآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه.
يخوض الدكتور ناجي اليوم معركة رئاسة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وهو منصب جدير به أن يتبوأه، بعد رحلة طويلة مع هذه الهيئة الثقافية التي نشأت على يديه عام1974 وشبت وترعرعت تحت رعايته وجيل الرواد العظماء المؤسسين.
من حق الشاعر ناجي أن يحظى بشرف رئاسة الاتحاد، ومن حظ الاتحاد أن يبدأ مسارا جديد برئاسة الدكتور ناجي، ومن حقنا نحن أن نحسد الأدباء والمثقفين على الاستفراد بناجي بعد أن ينتخبوه رئيسا لهم..
فمزيدا من التألق والألق والإبداع والعطاء الأدبي والفكري والثقافي.