كاتب شهير يصف ولد عبد العزيز ب" قاطع الطريق"
اضطررت بالأمس مع العشرات من أصحاب السيارات للبحث عن مكان غير آمن لتوقيف سيارتي والترجل بعد ساعتين من الانتظار في زحمة خانقة عساي أصل وسط المدينة والسبب أن صاحب الفخامة كان على موعد مع خروج من القصر الرمادي وفي عرفنا الجنرالي حين يخرج الجنرالات تقطع الطرق على المارة البسطاء من أمثالي مع أن المشهد كان مزعجا والمتضررون منه كثر كانت حالة من الرضى التام بقطع صاحب الفخامة للطريق تهيمن على الموقف والموقوفين ضحايا قطع الطريق حين تفرست وجوه جموع المقطوعين من حولي لاحظت أن غالبيتهم الساحقة تحت الأربعين ما يعني أنهم ولدوا وكبروا في زمن قطع الطرق وبالتالي فالأمر بالنسبة لهم عادي جدا كقطع الكهرباء والموت تحت التعذيب وتسريب الامتحانات وصفقات التراضي اليوم وأنا بعد على أطراف المدينة فاجأني عسكري مدجج يقطع الطريق معيدا ذات المشهد الاختناقي الذي واجهني بالأمس في وسط المدينة، يا إلهي ما الخطب قطع الطريق لم يعد صلاحية خاصة بصاحب الفخامة رئيس الجمهورية رئيس المجلس الاسلامي الأعلى رئيس المجلس الأعلى للقضاء والقائد العام للقوات المسلحة طبعا أمن الطرق من القوات المسلحة وأمن الطرق يمر حتما عبر قطع الطرق تماما كما يمر الطريق الى القدس عبر الزبداني وفق خريطة الطرق المعتمدة لدى شبيحة حسن نصر الله لم يشرح لنا المدجج القاطع للطريق لما ذا فعل فعلته ولماذا قرر السطو على صلاحية حصرية للرئيس الجنرال،لم نحتج لمجادلته مخافة أن يقطع عنا البث والاوكسيجين والضياء فمن قطع الطريق واستولى على صلاحيات قائده الأعلى يجوز في حقه كل شيء، نعم أقول كل شيء. بعد انتظار لم يطل فحاجيات الجندي في قطع الطريق مختلفة عن حاجيات الجنرال فتح الطريق بعد أن خرجت سيارات فارهة معتمة من المبنى الذي قطع الجندي الطريق أمامه، انتابتني حالة من الفرح العارم فقد فتح الطريق قبل ان احتاج لإعادة تجربة الأمس المبللة بالعرق والأسى لكني فكرت وأنا التهم الطريق المشرع أمامي أن مستقبل ظاهرة قطع الطرق سيكون رهيبا ما دام أن خروج أودخول كل سيارة فارهة معتمة لمبنى يركن فيه عسكري لبعض صلاحيات صاحب الفخامة يستدعي عملية قطع طريق ...لنا الله أيها السادة والسيدات الجنرالات والعقداء والقعيدات أما يكفيكم أنكم قطعتم علينا طريق الديمقراطية وطريق التنمية وطريق الحرية وطريق الوحدة الوطنية، نحن لانريدكم أن تقطعوا الطريق نيابة عنا يكفينا منكم أن لاتقطعوها علينا رجاء اتركوا لنا البقية الباقية من الطرق الالتفافية الضيقة المتقعرة نموج فيها يمنة ويسرة إلى أن يأذن الله في لحظة نعيدكم فيها لطريقكم الصحيح؛ طريق الجمهورية ونستعيد نحن طرقنا المقطوعة والمتقاطعة والمتقاطعة، ارحمونا يرحمنا الله واياكم ويهديكم طريق العودة عن قطع الطريق .
أحمدو ولد الوديعة