إلى متى ستظل "الأقزام حرة"؟!/ سعدبوه ولد الشيخ محمد
سعدبوه ولد الشيخ محمدفي سعيه للشهرة المذمومة، أو إرضاء لجهات خارجية حاقدة على الإسلام، ورموزه، او استجابة لنزعة إلحادية دفينة، أو لذلك كله يطالعنا موقع "أقلام حرة" أو بالأحرى "أقزام حرة" بمقالات لا تعبر عن فكر، ولا تعالج قضية بل هي كلها شتائم، وسباب، وإساءات في حق أقدس مقدسات أزيد من مليار مسلم حول العالم، إساءات، يبدو أن "أقزام حرة" استمرأها، في اجترار قبيح لأسلوب ازدراء الدين الإسلامي الذي مل منه الملحدون، وعزف عنه الماركسيون، وتجاوزه الشيوعيون، ليعود إليه "أقزام حرة" ظنا منه أنه يأتي بجديد.
إن من يستخدمون الحرية في الإساءة إلى مقدسات الأمة، وازدراء قيمها، ومبادئها هم بالفعل "أقزام" لا يستحقون هذه الحرية، مكانهم هناك على هامش الحاضر، وفي مزبلة التاريخ، في غياهب السجون، قبل أن يحلوا بالقبور، وإن لم يتوبوا توبة نصوحا يقبلها منهم رب العالمين سيكونون في الدرك الأسفل من النار، قال تعالى:(قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن يعف عن طائفة منكم تعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين).
إن هذا الموقع المشؤوم يعكس بحق أسلوب الأقزام، فأصحابه أسوأ من القائمين على المنابر الغربية التي نشرت إساءات للبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أكثر جبنا، وخبثا، وخطرا منها، لأن تلك المنابر كشفت صراحة عن وجهها القبيح، وفعلت فعلتها التي فعلت وهي من الكافرين، أما القائمون على "أقزام حرة" فينشرون هذه الإساءات، في اختبار لردة فعل المجتمع، والدولة، وفور ظهور ضجة، أو ردود فعل غاضبة يقومون فورا بسحب المقال المسيء، وهكذا، فعلوا ذلك أكثر من مرة.
ليوهموا القارئ أن نشر المقال كان خطأ، أو سهوا، وحتى لا أظلم "الأقزام الحرة" قمت بقراءة الشروط التي وضعوها في موقعهم للمقالات التي ينشرونها، فوجدت فيها: "ضرورة عدم الإساءة إلى الأفراد، أو الحث على الكراهية والعنف والعنصرية والقبلية"
ولم يشترطوا أبدا عدم الإساءة إلى المقدسات، والقيم، والثوابت، ما يعني أن من يكتبون تلك التفاهات اختاروهم منبرا لنشرها، لعلمهم أن ميثاقهم الشرفي لا يمنعهم من نشرها، صحيح أنه لا إكراه في الدين، ومن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر لكن ذلك على المستوى الشخصي بين العبد وربه، أما أن يجاهر بإلحاده، وزندقته، ويدعو بشكل مباشر، أو غير مباشر لذلك، ويتطاول على معتقدات المسلمين فحينها يجب إيقافه عند حده.
إن حق الاختلاف هو حق مصان في الإسلام، حتى لو كان اختلافا في العقيدة، لكن الاختلاف – أي اختلاف- له قواعده، وآليات إدارته التي يحترمها الجميع.
قبل أيام قليلة أثيرت ضجة كبيرة، وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب نشر لائحة بأسماء صحفيين تم اتهامهم بالتخابر مع جهات حكومية، وهي تهمة يقول الكثيرون :
"ما صدقناه ولا كذبناه" وتم سحب اللائحة، بعد أن طرحت القضية أمام القضاء، فهل ستمر الإساءات المتكرر على خير خلق الله مرور الكرام ؟؟ أم أن الصحفيين ينتفضون للدفاع عن سمعتهم، وصورتهم ، ولا يحركون ساكنا للدفاع عن من يجب بذل المال، والنفس في سبيل الدفاع عنه؟؟
إننا ندعو السلطات لوضع معايير واضحة، وصارمة لا يجب تجاوزها في حرية التعبير، والنشر، وعلى رأسها احترام المقدسات الدينية، للأديان السماوية الأخرى، أحرى الدين الإسلامي، ومن يتجرأ على ذلك بدعوى الحرية تطبق عليه عقوبات رادعة، ليكون عبرة لغيره.
كما أن على الأحزاب السياسة – خصوصا تلك التي تدعي أن لها خلفية إسلامية – أن تظهر الحماس الذي تظهره في الدفاع عن قادتها، ومواقفها، في الدفاع عن ثوابت المسلمين، وإذا كانت الدولة الموريتانية صادقت قبل أيام على إنشاء محاكم خاصة بقضايا الاسترقاق، فعليها أن تنشئ محاكم خاصة لمحاكمة المستهزئين بالدين، المتجاوزين حدود الله.
ويبقى السؤال مطروحا: إلى متى ستظل "الأقزام حرة" في النيل من ديننا، وسب نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.
سعدبوه ولد الشيخ محمد
