موريتانيا: الشباب بين هاجس البطالة، وحلم التوظيف
يلاحظ في الآونة الأخيرة أن شريط الأخبار في التلفزة الموريتانية لا يخلو من إعلان مطول عن مسابقة هنا، أو اكتتاب هناك، وأحيانا تكون التلفزة نفسها هي صاحبة إعلان الاكتتاب هذا.
آلاف الشباب العاطلين عن العمل يتلقفون هذه الإعلانات بفرح شديد، ويبدأون في جمع عناصر الملف المطلوب، وما هي إلا أيام من بدء استقبال الملفات حتى تمتلئ خزانات سكرتيريا المؤسسة المعنية بآلاف الملفات، والصور الشمية، ثم يبدأ العاطلون في الاستعداد ليوم المسابقة، وبعضهم يبدأ بالاتصال بهذا الوزير، أو ذاك المدير، متأكدا أن طريق النجاح في المسابقة يبدأ من هنا، بينما ينكب المغلوبون على أمرهم من أبناء الفقراء، والمهمشين على المكتبات، والوراقات، ومواقع البحث (كوكل) في رحلة بحث عن زاد يتسلحون به ليوم المسابقة.
وبعد إجراء المسابقة، وظهور النتائج يفاجأ المشاركون بأن لائحة الناجحين تتضمن في الغالب أسماء لم يروها خلال التحضير للمسابقة، ليكتشفوا أن المسابقة برمتها كانت عبارة عن "تفلت الأعماء" كما تقول المقولة الشعبية.. إعلان المسابقة في واد، والمشاركون فيها من واد، والناجحون من واد آخر.
ومما أثار استغرابي مؤخرا أن مؤسسة إعلامية - لن أحدد طبيعتها، ولن أذكر اسمها- أعلنت عن مسابقة لاكتتاب موظفين في تخصصات متعددة، علما أن هذه المؤسسة هجرها جميع عمالها تقريبا، بسبب عدم دفع رواتبهم، فكيف ستقنع موظفين بالالتحاق بها، وهم يرون زملاءهم القدماء من ذوي الخبرة يخرجون أفرادا، وجماعات من هذه المؤسسة؟؟!!
في الحقيقة إن كثيرا من إعلانات الاكتتاب هي عبارة عن "سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا" فمتى ستتوقف المؤسسات، وأرباب الأعمال عن التلاعب بمشاعر الشباب الموريتاني؟؟