ناجي محمد لمام: ولد الطايع طالب شعراء بتغيير النشيد الوطني
مضت،الآن تسع سنوات على مقال كتبته حول النشيد الوطني و ضرورة مراجعته بما لا يضر إيقاعه، على ما فيه من رداءة ،لأن الناس قد تعودت موسيقاه ، ذكرتُ فيه أن الرئيس السابق معاوية بن الطائع كان قد طرح الموضوع وكلف ــ على حد علمي ــ شعراء بتقديم ما تجود به قرائحهم وتصوراتهم للبحث فيها عن بديل للكلمات الحالية،
وأستطيع أن أقول إنني كنتُ احدهم، وأن شيخنا العلامة قدم قطعة منظومة لذلك الغرض ، وهو من أخبرني، وكان يعلم أنني قدمتُ نموذجاً آخر، وبطبيعة ذ لك الحكم ،يبدو أنه كان مطلوبا من كل منا أن لا يبلغ الآخر: أعني جميع المعنيين وأخمن أنهم كانوا أربعة، منهم من ذكرتُ، كان ذلك منتصف سنة 1990، وسبق أن طلب مني بواسطة أحد وزرائه ، سنة 1986نصا لذات الغرض سلمته للوزير المعني ، الذي عاد بعد أسبوع ، ليطلب مني حذف مقطع يحمل اسم أحد رموز تاريخنا الوسيط ، مما يدل على الاهتمام والمتابعة وفي غضون تلك المرحلة عزل الوسيط من منصبه و توقف الأمر، إلى أن كلمني الرئيس الأسبق مباشرة و تبادل معي الحديث حول النص الأول الذي أعدتُ اقتراحه عليه مع تغيير بسيط،، ومن الطريف أنه كان يظن الكلمات من شعر الوزير/ الوسيط... فهل كانت ادعاء من صاحب المعالي أم ظنا من صاحب الفخامة؟؟ ! وتلاحقت أحداث أخرى و تبدلت مواقع و مواقف.. وضاع الخيط .. واحتفظتُ إلي الآن بالنـــــــــــــصين. ولا يعني إيراد القصة إلا التأكيد على أن السلام الوطني، كغيره من رموز الدولة مرتجل النشأة تجاوزه وعي الناس وتستدعي عملية تجذير الرموز لخدمة المرموز و المرمَّز أي الوطن والمواطن ،و أن مسألة إعادة النظر الجزئية في بعضها دون البعض اجتزاء لمشروع ثوري وطني ديمقراطي الوسيلة جامع النتائج .
من صفحة الشاعر ناجي محمد لمام