الكرة في مرمى التبرع
يتبرع الناس بأغلى ما يملكون من أجل رسم ابتسامة على وجه طفل فقير، أو إنقاذ أم مشردة أو شيخ مريض مرضا عضالا، أو أي إنسان يعاني فقرا مدقعا ويعيش ضائقة، وهناك من يتبرع بدمه أو بكليته، أو بأحد أعضائه بهدف إنقاذ روح بشرية أو خدمة لتطور ونماء الإنسانية.
ويعد المشاهير ونجوم كرة القدم المتبرعون بامتياز، فكثيرا ما نرى نجوم كرة القدم يتبرعون بدمائهم وأموالهم في زيارات للمستشفيات، ويداعبون الأطفال والمرضى، ويساندون الفقراء في العالم، لكن التبرع من أجل دعم كرة القدم يشكل ظاهرة جديدة بدأت من موريتانيا، وانتقلت عدواها - على ما يبدو- إلى النيجر التي تتشارك مع موريتانيا في كثير من خصائص التخلف والضعف والحاجة إلى المعونة، ليس فقط في الرياضة، وإنما في كافة مناحي الحياة، مما يفرض ترتيب الأوليات وحساب الحاجيات بغية تسديد الرميات وتحقيق الأهداف.
ولو قمنا بعملية حساب بسيطة من أجل معرفة الأهداف التي حققتها الدولة خلال العشرية الأخيرة، رغم المعونة الخارجية والداخلية ( دون حساب حملات التبرع) لوجدنا أننا ربما نكون نلعب في الوقت الضائع بنتيجة ثقيلة تساوي 10 مقابل صفر.
وربما لا يختلف اثنان في أهمية كرة القدم في تاريخ العالم المعاصر، فمعبودة الجماهير أصبحت ميدان لتحقيق الذات والسيادة، ونشر المحبة والسلام، فضلا عن كونها وسيلة للتحصيل المادي السريع والاستثمار المربح.
غير أن تطوير الرياضة لا يأتي من خلال الاعتماد على حملات التبرع في بلد تطبع فيه السياسة كل المبادرات والأفكار، فكثير من المتبرعين تبرعوا تلبية لنداء رئيس الجمهورية، بينما غابت عن هذه الحملة تبرعات شخصيات وازنة وتجار ورجال أعمال كبار.
قد يفوز المنتخب الوطني، ويشعر كل من تبرع بأنه من حقق الفوز بتبرعه، وقد لا يحقق المنتخب الوطني الفوز عندها سيقول كل من تبرع بأن تبرعاته نهبت ولن يتبرع مستقبلا حتى من أجل إنقاذ أرواح المنتخب الوطني.
فليحفظ الله المنتخب الوطني وأموال المتبرعين.