نواكشوط: صباح ومساء اختناق المرور
يعيش أصحاب السيارات في نواكشوط مع كل مساء تجربة مريرة في شوارع العاصمة الفتية، حيث تتعطل حركة المرور في أوقات الذروة وتحدث اختناقات مرورية معقدة.
يشكل هذا الاختناق الكبير في شوارع العاصمة والازدحام المكثّف للسيارات واكتظاظ المترجلين على الأرصفة وفي قلب الطريق وسط أصوات المنبّهات وضجيج السيارات وصراخ المارّة وعصبية السائقين مظهرا بات مألوفا لدى ساكنة الشقق والمنازل المطلة على جوانب الطرقات، ولا يخلو الأمر غالبا من تلاسن قد يتطور فجأة و يستفحل أمره ليتحول إلى شجار.
ورغم أن الامر ليس بجديد إلا أن إغلاق بعض الشوارع الرسمية في الفترة الأخيرة بسب ترميمها زاد من حدة هذه الظاهرة، التي أصبح البعض يخشى الوقوع في براثنها، مما يدفعه لتجنب الطرقات الكبيرة والمرور عبر شوارع صغيرة، و هو ما يهدد ساكنة هذه المنازل وخاصة الأطفال الذين يلعبون في الطرقات نتيجة لغياب الساحات العامة و الملاعب الرياضية في كثير من أنحاء العاصمة.
و يعزو المختصون أسباب هذا الاختناق إلى تركز أكثر من 80% من الإدارات المركزية والبنوك والأسواق في قلب العاصمة، إضافة إلى عقلية الموريتاني، وعدم تقيد السائقين بقواعد المرور وتعمد الخروج عن الصف في ظل غياب إجراءات رادعة، حيث غالبا ما تنشغل شرطة المرور بمحاولات فتح مخارج ، مما يفسح المجال أمام بعض الانتهازيين للتقدم بسياراتهم متجاوزين كل الطرق القواعد المعمول بها في قانون السير سواء عن جهل به أو عن قصد.
وقد طالب بعض سكان نواكشوط بالحد من هذه الظاهرة عن طريق فرض تطبيق قواعد المرور والحد من امتلاك السيارات في المدينة، التي يقول البعض أن عدد السيارات فيها سيتجاوز عن قريب عدد ساكنتها.