غضب في موريتانيا من إهانات قناة الجزيرة، ومطالب باقتحام مكاتب القناة في انواكشوط
واصلت قناة الجزيرة القطرية هجومها على موريتانيا، ووصفها بأوصاف مهينة، حيث بثت الجزيرة مساء أمس تقريرا مطولا وصفت فيه موريتانيا بأنها "دولة هامشية، تتسم بخفة الوزن السياسي، والاقتصادي" وتساءلت الجزيرة.. ما الذي ستخسره قطر من قطع العلاقات مع دولة كموريتانيا ؟؟ وأضافت القناة أن المواطنين الموريتانيين رفضوا قرار حكومتهم قطع العلاقات مع قطر، وأضافت الجزيرة أن موريتانيا يحكمها نظام عسكري.
موازاة مع حملة الجزيرة ضد موريتانيا، يتسابق صحفيو القناة من غير القطريين في نشر تغريدات تسخر من موريتانيا، وشعبها، وتحتقر مكانتها في الأمة العربية، ووزنها الدبلوماسي، وفي موريتانيا يتناغم بعض المدونين، والصحفيين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين مع هذه الحملة ضد بلدهم، ويكابد بعضهم للحصول على صورة تبث في قناة الجزيرة، أو مقابلة معها بأي ثمن، يكرسها للهجوم على بلده، والدفاع عن قطر، ويستغرب الجميع اصطفاف البعض ضد وطنه مع دولة أخرى حتى لو كانت قطر، مع العلم أنه لو أن قطر قررت قطع العلاقات مع موريتانيا فلن نجد الصحافة القطرية، أو المدونون القطريون يهاجمون بلدهم، ويمتدحون موريتانيا، ولن يصبوا جام غضبهم على أميرهم، ويمتدحوا الرئيس الموريتاني، فقط بعضنا يفعل ذلك، وقد دأب على النظر لوطنه من عين أجنبية، محكما أيديولوجيته قبل ضميره.
ويستغرب المراقبون تطاول قناة الجزيرة على موريتانيا، والتقليل من حجمها، ومكانتها في مقابلة دولة قطر، علما أن موريتانيا تتفوق على قطر في كل شيء، ما عدى الغاز، والفنادق، والوجود الأمريكي، فدولة قطر بأكملها لا تساوي في مساحتها أصغر ولاية في موريتانيا، كما أن مواطني قطر –بدون المقيمين الأجانب- لا يعادلون سكان ولاية الحوض الشرقي وحدها، وقد عرف الشعب الموريتاني الدولة الحديثة قبل دولة قطر، حيث استقلت موريتانيا 1960 بينما لم تصبح قطر دولة مستلقة إلا عام 1971، وإذا عدنا إلى التاريخ القريب، والبعيد نجد البون شاسعا بين موريتانيا، وقطر، فموريتانيا- أو شنقيط قديما- ملأت الدنيا، وشغلت الناس بعلمائها، وشعرائها، ومفكريها الذين وصلت صيتهم مشارق الأرض، ومغاربها، عندما كانت قطر نسيا منسيا.
وعلى المستوى الدبلوماسي اليوم تلعب موريتانيا دورا محترما، ومرموقا، وتحظى بمكانة كبيرة في محيطها العربي، والإفريقي، وقد ترأست الأمتين خلال سنة واحدة، بينما تشتهر قطر فقط بأن دبلوماسيتها ناجحة فقط في المفاوضات مع المنظمات الإرهابية لإطلاق سراح المختطفين، وإذكاء النعرات الطائفية، وزرع بذور الفتنة في الدول العربية، وغيرها، مستخدمة قناة الجزيرة التي اتضح أنها أكبر خديعة تعرض لها العرب خلال عشرين سنة الأخيرة، قبل أن يكتشفوا أهداف هذه القناة الخفية.
إن على قناة الجزيرة أن تعلم أن لموريتانيا ربا سيحميها، وعلى الجزيرة ألا تجرب صبر الموريتانيين على الإهانة، وقدرتهم على الدفاع عن كرامتهم، فموريتانيا -عكس ما تزعم الجزيرة- ليست بلدا هامشيا، فأبناء موريتانيا أذكياء، وأصحاب كفاءات، والجزيرة نفسها تعرف ذلك من خلال الموريتانيين العاملين بها، وإذا ما استمرت قناة الجزيرة في الاستهزاء بموريتانيا، والتعريض بها، فإن على القناة أن تتوقع مظاهرات أمام مكاتبا في عمارة الخيمة، وربما اقتحام تلك المكاتب، ولن تكون مثل الوقفات الليلية أمام سفارة قطر في انواكشوط.
للتذكير فإن استخفاف قناة الجزيرة بموريتانيا لا يضيرها في شيء لسبب بسيط هو أن الجزيرة قد تعود في النشرة الموالية لتصف موريتانيا بالبلد العظيم، والمحوري في حال تراجعت عن قطع علاقاتها مع قطر، فتلك هي سياسة الجزيرة، تقسم الدول من حيث الأهمية، والمكانة حسب موقفها من قطر سلبا، أو إيجابا.
سعدبوه ولد الشيخ محمد.