فضيحة مدوية تضرب وزارة الشؤون الإسلامية، وإمام الجامع العتيق يخرج عن صمته (صور)
إنها الجمعة الأخيرة من رمضان، وبينما كان المئات من المصلين يتدفقون على أقدم مساجد انواكشوط لأداء صلاة الجمعة، وجدوا أنفسهم فجأة محاصرين بين أربعة جدران، وسط جو شديد الحرارة، حيث يعتبر اليوم الجمعة من أشد أيام رمضان حرارة، تصبب الجميع عرقا، وغاب الخشوع، ليحل محله الضجر، والانزعاج، وبالكاد تمكن المصلون من انتظار انتهاء الخطبة، والصلاة.
دارت أحاديث همسا بين بعض المصلين حول أسباب عدم تشغيل مروحات المسجد، قبل أن يقطع إمام الجامع العتيق الشك باليقين مباشرة بعد انتهائه من الخطبة، وقبل الإقامة حيث خطب في المصلين قائلا: "للأسف شيارات المسجد متعطلة، وكذلك مكبرات الصوت لا تعمل".
أقيمت الصلاة، وفور تسليمه، نهض الإمام قبل أن ينصرف أي مصل، ليعلن أمام الجميع، وبالحرف الواحد أنه لا توجد جهة ترعى هذا المسجد، وأن الكهرباء متعطلة، ومكبرات الصوت، وكذلك فراش المسجد في وضع يرثى له، والمراحيض غير قابلة للاستخدام، وطالب الإمام من المصلين المساعدة في إنقاذ بيت الله، بعد أن تجاهلت الجهات المعنية.
بدأ بعض المصلين بالتبرع بما تيسر من النقود، قبل أن يستوقفهم الإمام قائلا: إنهم لا يأخذون أي نقود من أحد، ولكن من لديه معدات، أو خبرة فنية يمكنه استغلالها لإصلاح حال المسجد، وجعله في وضعية تمكنه من استقبال المصلين، وتأدية الصلاة بشكل طبيعي.
خرجت جموع المصلين، ومنهم من يلجمه العرق لجاما، والغضب باد على الوجوه، والكل يطرح السؤال المحير: لماذا لا تتدخل وزارة الشؤون الإسلامية لصيانة هذا الجامع العتيق، الذي هو أقدم مساجد العاصمة، وكان يؤمه العلامة الراحل بداه ولد البصيري، وهو المسجد الذي يؤدي فيه رؤساء الجمهورية صلاتي العيد، والفطر، وهو طبعا أهم مسجد تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية، وقارن البعض وضعه بوضع مسجد السعودية، حيث الرفاهية، والراحة، والنظافة...!!!!.
وفي الأثناء كانت محاولات حثيثة تجري لخداع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي سيحل بالجامع بعد غد الأحد لأداء صلاة الفطر، حيث يقومون بتهيئة الساحة العامة خلف المسجد، وتركيب الأسلاك الكهربائية، وتجهيزها، ليبدو كل شيء على ما يرام، والمفارقة أن هذا الجامع لا يبعد سوى نحو كيلومتر واحد من مكتب وزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد أهل داود، الذي كان قبل يومين في قصر المؤتمرات يوزع الملايين على الأجانب، وكان الأولى به صيانة الجامع العتيق بجزء يسير من هذه المبالغ، لكن يبدو أن وزارة الشؤون الإسلامية خصصت للجامع العتيق فقط لافتة تحمل صورة رئيس الجمهورية، وهو ما كان محل انتقاد من المصلين، الذين اعتبروا أن المسجد بيت لله، ولا ينبغي وضع صور الرئيس بداخله، فهو مكان للعبادة، وليس للداعية السياسية.
هذا وسينشر (الوسط) لاحقا الفيديو كاملا، حيث وثقفنا كلام الإمام، والأجواء داخل المسجد بعيد انتهاء صلاة الجمعة.