موريتانيا تحبس أنفاسها في انتظار جمعة حاسمة(سيناريوهات محتملة)
لا تزال قضية الكاتب المسيء ولد امخيطير تتفاعل في الشارع، وعلى المستويات السياسية، والإعلامية، فبعد مرور ثلاث ساعات على إصدار الحكم، تم تسريب خبر مفاده أن رئيس الجمهورية أمر باستئناف حكم المحكمة القاضي عمليا بإطلاق سراح ولد امخيطير، وفسر البعض هذا الخبر، أو الشائعة بمحاولة امتصاص أي تداعيات في الشارع، والتأكيد أن رئيس الجمهورية لا يرضى بحكم محكمة الاستئناف في انواذيبو، لكن من أطلق هذه الشائعة غاب عنه سهوا، أو خطأ أن الترويج لتدخل رئيس الجمهورية في القضاء يتنافى مع مبدأ فصل السلطات، وقد ظل النظام دائما يؤكد أن السلطة التنفيذية لا يمكنها أن تتدخل في سير القضاء، كما غاب عن الجمهور أنه وحتى لو استأنفت النيابة الحكم، فإن هذا لا يعني وقف قرار الإفراج عن ولد امخيطير بل على العكس.
الكاتب المسيئ محمد الشيخ ولد امخيطير خارج أسوار السجن، يتمتع بكامل حريته، هذه هي الحقيقة المرة، التي لا يستطيع المزاج الشعبي ابتلاعها، ويصعب على النظام تفسيرها، وستشكل صلاة الجمعة يوم غد 10 نوفمبر 2017 مقياسا يحدد بوصبة توجه الأحداث، تصعيدا أو تهدئة، فلو مرت الجمعة بهدوء، أو باحتجاجات محدودة، ولم تحصل صدامات مع الأمن، فإن ملف ولد امخيطير سيكون قد بدأ في الانحسار، رغم مخاوف البعض من "خلايا نائمة" قد تتخذ من هذا الحكم مبررا للقيام بأعمال يدرجونها في إطار تطبيق شرع الله من وجهة نظرهم، أما إن شهدت انواذيبو، وانواكشوط احتجاجات كبيرة، وصدامات مع الأمن، فإن السلطة ستكون بحاجة لكثير من الحنكة، وحسن التفكير، والتدبير لتضبط الموقف، وتتعامل مع الجماهير الغاضبة بطريقة لا تزيد الطين بلة.