وزارة التهذيب.. تصاعد الغضب في الداخل، وغياب الانسجام بين الوزير وطاقمه (تقرير)
ما الذي تشهده وزارة التهذيب الوطني حاليا..؟؟!! سؤال يتردد على ألسنة الجميع، بسبب المشاكل التي تعصف بقطاع التهذيب الوطني، وهي المشاكل التي لم تظهر بهذه الكثرة في تاريخ الوزارة، احتجاجات متصاعدة ضد المدير الجهوي بالحوض الغربي، وعصيان، بل واقتحام المدرسين لمكتبه، بعد إقدامه على قرارات ظالمة أججت غضب التربويين في الولاية، ورفضه التراجع عنها، دون أن تحرك الوزارة ساكنا لوضع حد لهذا الحراك الاحتجاجي الذي يشل العملية التربوية في الولاية منذ أكثر من شهر، وفي ولاية لعصابه، احتجاجات في كامور، ومناطق أخرى بسبب غياب المدرسين، ولا تبدو في الأفق استجابة من الوزارة لهذه المشكلة التي تطرح في العديد من مناطق الوطن، وإلى أقصى الجنوب الغربي، حيث تشهد مدينة سيلبابي احتجاجات شعبية ضد تغيب المعلمين، والأساتذة، هذا فضلا عن كون العديد من مدارس العاصمة انواكشوط ليست في وضعية تؤهلها للقيام بدورها، إما لنقص المدرسين، أو انعدام الوسائل التربوية، وقد تم مؤخرا تداول صور على نطاق واسع تظر عشرات التلاميذ يفترشون الأرض، تحت كوخ متهالك يسمونه مدرسةّ!!!.
وعلى المستوى المركزي، تعيش وزارة التهذيب الوطني حالة من الاحتقان الداخلي، وغياب تام لأي تنسيق، أو انسجام بين الوزير، وطاقمه، فمعظم المديرين المركزيين، وكذلك المكلفين بمهام، والمستشارين يشعرون بالامتعاض من الأسلوب الذي يدير به الوزير هذا القطاع، فضلا عن استحواذ أشخاص يعدون على أصابع اليد على كل شيء، الابتعاث إلى الخارج، والداخل، وتسيير جميع الملفات "المدرة للدخل"، وتهميش الكفاءات التي تعرف القطاع، هذا فضلا عن كثرة أسفار الوزير المتكررة، فوزير التهذيب لا يكاد يمكث في مكتبه، يسافر خارج البلد لأي سبب، حتى لحضور ندوة للخبراء، كان يكفي أن يرسل لها مستشاره، أو أي موظف بالوزارة، وقد أربكت أسفار الوزير هذه تسيير الوزارة، خاصة مع بداية العام الدراسي.
وعلى مستوى علاقات الوزارة بشركائها في العملية التربوية، تعيش الوزارة أسوأ حالاتها في هذا الجانب، حيث عبرت معظم النقابات التعلمية عن إدانتها، واستغرابها للتعلاعب الكبير الذي شهدته الترقيات، والتحويلات هذه السنة، على نحو فاضح، ومكشوف، هذا بالإضافة إلى الاحتجاجات الشعبية ضد مدارس الامتياز، بسبب احتكار التسجيل فيها على طبقة معينة، وعبر طرق الوساطة، والزبونية.
المتابعون لسير العمل بوزارة التهذيب يؤكدون أن الوزير الحالي يتبع أسلوب إدارة الأزمات، بدل البحث عن حلها، فالرجل لم يتخذ أي قرارات جريئة تذكر منذ تعيينه، كما لم يجر أي تعيينات هامة، باستثناء الحالات التي تتم إحالة أصحابها للتقاعد، أو استثناءات قليلة، وهو ما خلف حالة من الركود باتت تطبع سير العمل في الوزارة، في انتظار قرار، ولفتة من رئيس الجمهورية لهذا القطاع الحيوي الذي يعاني دون تحريك ساكن، ولعل قضية العقدويين ستكون القطرة التي ستفيض كأس الفساد، والإفساد في هذا القطاع.