موريتانيا: قوة الحضور، وتأثير التغيب..
في الوقت الذي كان فيه العديد مم الرؤساء الأفارقة، والزعماء العرب الأفارقة يتسابقون نحو أبيدجان، لحضور القمة الإفريقية- الأوروبية، وبعضهم يعتبر مجرد الحضور، والتقاط الصور مكسبا له، خاصة ممن طال طلاقهم بالقارة السمراء عقودا، في هذا الوقت كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بين مواطنيه في كيهيدي، يحتفل معهم بعيد الحرية والانعتاق، وفي مدينة تيشيت التاريخية، حيث عبق التاريخ، وحيث المناسبة التي لا يـُخلفها ولد عبد العزيز: إحياء المولد النبوي الشريف، وإطلاق مهرجان المدن القديمة.
ورغم تغيب الرئيس الموريتاني عن قمة أبيدجاه، إلا أن المراقبين يؤكدون قوة الدور الموريتاني في قضايا القارة، فحضور موريتانيا بات فاعلا، وتغيبها أصبح مؤثرا، فلقد ترأست موريتانيا إفريقيا، وترأست العرب، ومثلت الأفارقة في القمة الأمريكية- الإفريقية، وغيرها من المناسبات الهامة، فموريتانيا لم تعد "تيما".
ويـُقضى الأمر حين تغيب تيم @ ولا يستأذنون وهم شهود.
لكن موريتانيا باتت تعرف مصالحها العليا، وتعرف كيف تدافع عنها، ومع ذلك باتت دولة سيدة قرارها، حضورا، أو تغيبا، ولم تعد موريتانيا ذلك البلد التابع لغيره، ولعل هذه هي الحقيقة المرة بالنسبة للبعض.