فشل مؤتمر "هيومن رايتس ووتش" بعد اعتداء أنصار بيرام على صحفي (تفاصيل)
تعرض مدير موقع (الوسط) الزميل سعدبوه ولد الشيخ محمد لاعتداءات لفظية، وجسدية زوال اليوم الإثنين 12 فبراير 2018 خلال حضوره مؤتمرا صحفيا تنظمه منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الأمريكية بمقر "فوناد" بانواكشوط، وكانت وقائع ما جرى على النحو التالي:
بدأ المؤتمر الصحفي بعرض باللغة الفرنسية، قدمه رجل، وسيدة من المنظمة، لاستعراض تقرير أعدته المنظمة عن أوضاع حقوق الإنسان في موريتانيا، وكان في مجمله ضد موريتانيا، ويقع في 45 صفحة، وبعد انتهاء العرض، ســُمح للصحفيين بطرح أسئلتهم، وطلب منهم ممثل "هيومن رايتس ووتش" الاختصار، وطرح أسئلة مباشرة، وعدم الدخول في نقاش، كان الزميل سعدبوه من موقع (الوسط) هو ثاني المتدخلين، حيث قال بالحرف:
بما أنكم منظمة حقوقية تدافعون عن حرية الرأي، أرجو أن تسمحلوا لي بطرح أسئلتي بالطريقة التي أريد، والتعبير عن رأيي بكل حرية.. لدي بعض الأسئلة، والملاحظات الشكلية.. أولا بما أنكم منظمة حقوقية تحترمون حق الأغلبية، كان عليكم أن تنظموا هذا المؤتمر الصحفي باللغة العربية، باعتبارها اللغة الرسمية للبد، ولغة غالبية سكان موريتانيا حسب التقرير الذي أعددتموه أنتم بأنفسكم، فكان عليكم التحدث باللغة العربية، وترجمة المؤتمر إلى الفرنسية، أو أي لغة تريدون... ثانيا: أكدتم في التقرير الذي وزعتم علينا أن مكون "لحراطين" يشكل الغالبية الساحقة من الشعب الموريتاني، وأن أصول هذا المكون ليست عربية.. من أين لكم بتأكيد هذه المعطيات، التي لا تزال محل خلاف حتى بين لحراطين أنفسهم، فبعضهم يؤكد أن أصولهم عربية، كما أنهم ليسوا مجمعين على أنهم يشكلون غالبية الشعب.. منظمتكم بتأكيدها لهذه المعطيات.. ألا تكون قد تبنت وجهة نظر طرف واحد على حساب وجهات النظر الأخرى؟؟؟.
بعد ذلك قاطع ممثلو المنظمة موفد (الوسط) الزميل سعدبوه، طالبين منه التوقف حتى تتم ترجمة أسئلته إلى الفرنسية، والإجابة عليها، ... تمت ترجمة الأسئلة من طرف مترجم تابع لمنظمة هيومن رايتس ووتش، وخلال الترجمة كان زعيم "إيرا" بيرام ولد اعبيدي يقاطع معترضا المترجم، ومحاولا تحريف أسئلة الزميل سعدبوه، لكن المترجم كان أمينا في ترجمتها، وما إن بدأ رئيس المؤتمر الصحفي، ممثل المنظمة في الإجابة على أسئلة (الوسط) حتى استشاط بيرام غضبا، قائلا إن الدستور الموريتاني دستور عنصري، وأن الزميل سعدبوه عميل، وعنصري، ويطرح وجهة نظر النظام، وليس صحفيا محايدا...
كانت مقاطعة بيرام هذه كفيلة بتحريك عناصره المندسين في القاعة، فبدؤوا بالتوجه نحو الزميل سعدبوه، محاولين الاعتداء عليه جسديا، ومكيلين كل الشتائم، وعبارات القدح، وواصفين إياه بالعميل لولد مكت - حسب قولهم-، وأنهم يعرفونه مسبقا بدفاعه عن النظام العنصري، وأن أسئلته مضللة، ولحراطين هم الأغلبية الساحقة من الشعب، وحدثت فوضى عارمة في القاعة، خاصة مع خروج بعض أنصار النظام من الحقوقيين عن صمتهم، ووقوفهم دفاعا عن الزميل سعدبوه، وحقه في إبداء رأيه، وطرح أسئلته بكل حرية، وبعد نحو 10 دقائق من الفوضى، والهرج، والمرج، وصخب أنصار بيرام، قررت منظمة هيومن رايتس ووتش إنهاء المؤتمر الصحفي، ومغادرة القاعة، وبعد خروجه من القاعة، حاول موفد موقع الأخبار أخذ تصريح بالفيديو من الزميل سعدبوه عن حقيقة ما جرى، لكن أحد عناصر بيرام اعتدى على مراسل الأخبار، ومنعه من التصوير، قائلا: "هذا العنصري لن يتحدث هنا".
وبعد خروجه من مقر "فوناد" طاردت عناصر بيرام الزميل سعدبوه في الشارع، وهاجمته بألفاظ نابية، وعنصرية، وكالت له تهديدات خطيرة، بحضور مصور قناة الجزيرة، وبعض الصحفيين، والحقوقيين.
إن إدارة موقع (الوسط) لتشجب اعتداء عناصر بيرام ولد اعبيدي على الزميل سعدبوه لمجرد أنه طرح أسئلته بطريقة لا تعجبهم، ومنعه من استكمال أسئلته بالقوة، وتعتبر ذلك قمعا من بيرام الذي يدعي الدفاع عن حرية التعبير، ويرشح نفسه لرئاسة البلد، كما يؤكد (الوسط) أنه طرح أسئلة موضوعية، وكشف من خلال تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش تناقضها، وتدخلها في شؤون الدول بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، وإثارتها للنعرات العرقية، والفئوية في البلد، وانحيازها لطرف معين، خاصة وأن المنظمة في تقريرها اليوم تحدثت بصيغة الجزم قائلة:" لقد شرع النظام سنة 1989 إلى 1991 عمليات إعدام للزنوج، وسلب ممتلكاتهم"، وعندما وصلت للنظام الحالي، نظام ولد عبد العزيز قالت المنظمة بالحرف:" يزعم النظام أنه عالج تلك المظالم".. وكأنها تتبنى الرواية الأولى بكل ثقة، بينما تسرد رواية النظام الحالي بعبارة "يزعم"، والزعم في اللغة العربية يعي "القول بلا دليل"، وغالب الظن أنه كاذب، ومنه قوله تعالى على لسان الكافرين:(زعم الذين كفروا أن لن يـُبعثوا). صدق الله العظيم.
وتبين بعد هذه الفوضى، أن أنصار بيرام ولد اعبيدي كانوا قد أعدوا خطة تقضي باستحواذهم على المداخلات، وإسماع وجهة نظرهم بشكل مهيمن على المؤتمر، وإن فشلوا في ذلك سيقومون بإفشال المؤتمر لمنع أي طرف آخر من تقديم رأيه المخالف لهم، وهذا ما حصل.