الطينطان.. صراع الأقوياء، فمن يكسب الرهان (تحليل)
تعتبر مقاطعة الطينطان من أكثر مقاطعات الوطن حساسية سياسية، بسبب عدة عوامل جعلت من المقاطعة مكانا للاستقطاب السياسي، فمقاطعة الطينطان تعتبر ثاني مقاطعة من حيث عدد البلديات بعد مقاطعة امبود، حيث تتبع لها ثمان بلديات، هي: بلدية الطينطان، وعين فربه، واطويل، ولعوينات، وحاسي عبد الله، الدفعه، وأقرقار، ولحريجات، وتضم مركزين إداريين (اطويل، وعين فربه)، وهي مقاطعة حدودية، ومركز تجاري، وتتواجد بها مجموعات قبلية وازنة ديموغرافيا، فضلا عن انتماء عشرات من الكوار البارزة في الدولة لهذه المقاطعة، وانتماء ثلاثة جنرالات عسكريين إليها.
عوامل مجتمعة جعلت من مقاطعة الطينطان نموذجا مصغرا للصراع السياسي في البلد، خاصة في ظل تواجد شعبية لا يستهان بها لحزب تواصل المعارضن والذي ظل يحتفظ بمقعد نيابي عن المقاطة خلال السنوات الأخيرة، واليوم تبدو الخارطة السياسية في الطينطان مقبلة على تقلبات كبيرة، وموازين القوى غير واضحة المعالم، رغم محاولة البعض إعطاء انطباع بأن الوضع قد حـُسم لصالح هذا التحالف السياسي أو ذاك، وما يـُعقد المشهد السياسي في الطينطان كون المقاطعة يعتبرها الوزير الأول أهم معقل له بعد مقاطعة جيكني، وينخرط بقوة في التنافس السياسي المحلي في الطينطان، وهو ما أضاف عاملا آخر للاحتقان السياسي، ويرى مراقبون محليون أن معركة الطينطان في الانتخابات المقبلة لن تكون بين النظام، والمعارضة، بل ستكون محتدمة أكثر بين أنصار النظام في ما بينهم، بعد أن أكدت كل المعطيات استحالة التعايش المشترك بين أنصار النظام، وعزم كل طرف على إقصاء الآخر، وتبقى صناديق الاقتراع وحدها الحكم، وقبل أن تبوح بسرها ستظل ادعاءات أي طرف حسم النتيجة نوعا من الدعاية السياسية والإعلامية لا أكثر، وإذا كانت الطينطان قد شهدت فيضانات عارمة سنة 2007 طمست معالم المدينة القديمة، وخلقت مدينة جديدة بواجهة جديدة، فإن الانتخابات المقبلة ستشكل فيضانا سياسيا، سيقلب الموازين التقليدية، ويفرز واجهة سياسية جديدة للمقاطعة.