من هو الوزير محمد الامين ولد الشيخ، وما سر ثقة الرئيس فيه (خاص)
حمل التعديل الوزاري الجزئي على الحكومة اليوم الإثنين 11 يونيو 2018 مؤشرا واضحا على تعزيز ثقة رئيس الجمهورية بالوزير الدكتور محمد الامين ولد الشيخ، حيث احتفظ بمنصبه، وأضيف لوزارته قطاع العلاقات مع البرلمان، وتم التجديد له كناطق رسمي باسم الحكومة في ظرف بالغ الحساسية والدقة، فمن هو الدكتور محمد الامين ولد الشيخ، وعلى أي أساس تم تعزيز ثقة الرئيس فيه ؟؟.
الدكتور محمد الامين ولد الشيخ من مواليد أواخر الستينات، ينحدر من مدينة اركيز بولاية اترارزه، أقام في منطقة الخليج العربي، حيث تلقى تعليمه هناك، وفي السودان، وحصل على أعلى شهادة في تخصصه ( الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمختلف مجالاتها)، وحمل مشواره العلمي الحصول على جائزة شنقيط، وهي أعلى جائزة وطنية تمنح للأشخاص الذي ينجزون أعمالا أكاديمية ذات جودة عالية، ونال الدكتور محمد الامين ولد الشيخ الجائزة سنة 2005 عن بحث قيم في الأصول، كما انه معتمد كخبير، وباحث بمنظمتي المؤتمر الإسلامي، واليونيسكو، ودار البحوث بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
اما المشوار السياسي للدكتور محمد الامين ولد الشيخ فحمل انتخابه نائبا في الجمعية الوطنية عن مقاطعة اركيز سنة 2006، وفي نفس السنة انتخب رئيسا لإحدى أهم لجان البرلمان، وفي يوم الثاني من سبتمبر 2015 تم تعيينه وزيرا للعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدنين ناطقا رسميا باسم الحكومة، قبل أن يتم تكليفه لاحقا بوزارة الثقافة والصناعة التقليديةن وينقل معه صفة النطق باسم الحكومة، في خطوة نادرة الحدوثن حيث جرت العادة أن تبقى صفة النطق مرتبطة بمنصب وزاري محدد بغض النظر عن من يشغله، لا أن تنتقل مع الوزير حيث انتقل، واليوم تعززت ثقة رئيس الجمهورية فيه، باحتفاظه بمنصبه، وزيادة، وصفة النطق باسم الحكومة.
على المستوى الشخصي، يتميز الدكتور محمد الامين ولد الشيخ بشخصية هادئة الطبع، بعيدة عن الحدة والصدام، فحتى مع نهوضه بمهام الناطق باسم الحكومة، لم تسجل له تصريحات قادحة بحق المعارضة، وظل يحتفظ باللباقة، والرزانه، والطرح المنطقي، رغم ما يحسبه البعض عليه كأخطاء في هذا المجال، ومع احتدام التنافس بين اقطاب النظام، حاول البعض حشر الوزير ولد الشيخ في خندق بعينه، لكن الرجل ظل يحتفظ بعلاقات متوازنة مع الجميع، فعلاقاته بقيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ظلت على ما يرام، وحرص على حضور اجتماعاته المكتب التنفيذي - غالبا- باعتباره عضوا فيه، ولديه علاقة مميزة برئيس الحزبن تعززت أيام كان الرجلان في البرلمان، كما انه لم يصنف من ضمن الوزراء المشاكسين، أو المارقين على سلطة الوزير الول يحي ولد حدمين، بل ظل في تناغم معه، رغم أن وظيفته كناطق باسم الحكومة ترتبط برئاسة الجمهورية بشكل كبير، ويرى مراقبون أن إعادة الثقة في الرجل ستعزز من حضوره السياسي على المستوى المحلي في مقاطعة اركيز، بعد أن حقق جناحه السياسي نتائج معتبرة في عمليات الانتساب، والتنصيب الأخيرة، وبات مرشحه لمنصب اتحادي الحزب في اترارزه في صدارة السباق.