انواكشوط: مناقشة تقرير استيراتيجي تتحول إلى سجال سياسي (صور)
احتضن فندق إيمان بانواكشوط مساء اليوم السبت ندوة لمناقشة التقرير الاستراتيجي لموريتانيا 2012 – 2013 الذي أصدره المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
وقدمت خلال الندوة مداخلات متعددة من باحثين، وخبراء، وحقوقيين، وسياسيين، وقد تمحورت معظم المداخلات حول مضمون التقرير، وما تطرق له من محاور، وما غاب عنه، من مواضيع.
وقد استحوذ المحور السياسي في التقرير على معظم المداخلات، وانقسم المتدخلون إلى فريقين: فريق يرى أن التقرير كان منحازا، وغيب وجهة نظر داعمي النظام، بينما تبنى في بعض جوانبه نظريات المعارضة، وآراءها.
وقد تزعمت هذا الفريق الناشطة بالحزب الحاكم افاتو بنت لمعيبس، متهمة معدي التقرير بتغييب أحداث وطنية هامة، مثل ما سمي بثورة الجياع، ومقتل شاب في كنكوصه، ورفع العلم المالي في بعض القرى الموريتانية على الحدود مع مالي، وانتقدت بنت لمعيبس تركيز التقرير على حادثة إصابة الرئيس بالطلق الناري، مؤكدة أنها مجرد حادث عرضي قد يتعرض له أي شخص، كما اتهمت التقرير بتضخيم قضية ولد بوعماتو، قائلة إنها مجرد تجل من تجليات سياسة محاربة الفساد، وانتقدت تقليل التقرير من شأن الحوار الذي جمع الأغلبية ببعض أحزاب المعارضة، قائلة إن بعض من رفضوا المشاركة فيه كانوا يساومون على مناصب شخصية لهم.
برؤية تستشرف المستقبل، برأي هؤلاء. وفريق يثمن ما جاء في التقرير، ويعتبره خطوة مهمة، لكونه قدم مادة خام، يمكن الرجوع إليها لتكوين رأي عن مسار الأحداث في البلاد خلال السنتين الماضيتين،
وثمن أصحاب هذا الرأي مضمون التقرير، مشيرين إلى أنه يبين عجز النظام الحالي، وفشل سياساته في الاقتصاد، والثقافة، والاجتماع، ومن أبرز هؤلاء د/ اعل ولد اصنيب، ود/ الصوفي ولد الشيباني، وآخرون.
ومن أبرز المداخلات خلال هذه الندوة مداخلة الأستاذ عبد الله ممدو با، الذي صفق له الجميع عندما قال: إن فكرة تقسيم المجتمع إلى عرب، وزنوج، أو بيظان، واحراطين هي فكرة متجاوزة، ولا تخدم الوطن، وأن من يحقق إنجازا لموريتانيا فنحن معه، بغض النظر عن هويته، أوفئته، ومن لا يخدم الوطن لسنا معه بغض النظر عن فئته، أو شريحته، ودعا عبد الله ممود با إلى إنهاء هذا الصراع المفتعل بين طوائف المجتمع الواحد المسلم، الذي عاش قرونا في سلام، وأخوة.