رئاسيات موريتانيا.. غياب للبرامج الانتخابية، وتركيز على المترشحين !
في جميع دول العالم، عندما يتم الحديث عن أي انتخابات، (تشريعية، أو رئاسية، أو بلدية) ينصب اهتمام الناخبين على البرامج الانتخابية للمترشحين، ويبحث المواطنون عادة عن عناوين بارزة في البرامج الانتخابية، من قبيل: الوعود برفع الأجور، وتشغيل العاطلين، وتحسين جودة التعليم، والصحة، وخفض الأسعار، ومساعدة الفئات الفقيرة، ومواقف المرشح من السياسة الخارجية..، ويقوم الناخبون بغربلة برامج المترشحين لمعرفة الأفضل ليصوتوا له، وينتخبوه يوم الاقتراع.
لكن في موريتانيا، تبدو الصورة مغايرة تماما، فلا أحد يولي كبير اهتمام للبرامج الانتخابية، فلا المترشحون أنفسهم يتحدثون عن برامجهم - باستثناء عموميات يرددها الجميع-، ولا المواطنون أصلا يسألون عن تلك البرامج، بينما يركز الكل على الأفراد، وهوية المترشح، وقبيلته، وجهته، وخلفيته - مدنية، أو عسكرية-..إلخ، ففي موريتانيا هوية المترشح أهم بكثير من البرنامج الانتخابي، وهو ما ولد حالة من اليأس لدى الشعب من العملية السياسية برمتها، باعتبارها موسما عديم المردودية على الشعب، وفرصة لتلميع وجوه بعينها، وبدل أن يكون التنافس بين المترشحين في تقديم الأفضل للشعب، بات التنافس قائما على أساس اعتبارات جهوية، أو فئوية، أو قبلية، واليوم إذا سألت عن الفرق بين البرنامج الانتخابي لمرشح الأغلبية، وبرنامج مرشح المعارضة، لا تكاد تلمس فرقا، والسبب ببساطة أنه لا برنامج لدى الطرفين أصلا!.
معظم المترشحين حول العالم يتجاوزون مرحلة تحديد البرنامج الانتخابي، إلى مرحلة تزمينه، بمعنى أن المترشح يعد شعبه بتحقيق الإنجاز كذا في الـ 100 يوم الأولى من حكمه، وتحقيق كذا، في النصف الأول من سنته الأولى في الحكم، وتحقيق نسبة نمو معينة خلال سنة،.. وهكذا، فهل لدى مرشحينا، أو مترشحينا وعود من هذا القبيل ؟؟!.