هل بات لقاء رئيس الجمهورية "تهمة" يجب دفعها، أو موقفا يجب تبريره ؟!
أثار الكشف عن لقاء جمع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بالأستاذ محمد جميل منصور جدلا داخل أوساط حزب تواصل المعارض وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وانتقد بعض المحسوبين على تواصل هذا اللقاء، وانبرى آخرن للتأكيد بأن اللقاء لم يكن ب"إذن" من الحزب، لكن الأستاذ جميل منصور نفسه حسم الجدل، وأكد أنه التقى رئيس الجمهورية بصفته الشخصية، لا الحزبية، ويتساءل مراقبون باستغراب عن أسباب هذا اللغط، فرئيس الجمهورية يلتقي مختلف الشخصيات السياسية والدينية والحقوقية والمالية، ضمن سياسة انفتاح لا تستثني أحدا، كما ان جميل منصور مواطن موريتاني، وشخصية سياسية لها وزنها، ولقاؤه برئيس الجمهورية أكثر من طبيعي، خاصة وأنه بات في حل من بعض مواقف حزب تواصل، منذ تنحى عن قيادته، واتخذ لنفسه مسافة متقدمة على العديد من مواقف الحزب، بل وانتقده تصريحا وتلميحا في بعض الأحيان.
لم يعلن ولد منصور بعد علنا انسحابه من حزب تواصل، ولا دعمه للأغلبية، وإن كان أشاد في عديد المرات بقرارات اتخذها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ويـُعرف عن ولد منصور مرونته، وحنكته السياسية ورجاحة عقله السياسي، فحتى وهو على رأس حزب تواصل، صرح ذات مرة بأن الجمود على المواقف السياسية ليس محمدة - بالضرورة-، وما يجمع عليه الكل أن انضمام جميل منصور للاغلبية الداعمة للنظام سيكون مكسبا مهما، أما طلاقه لحزب تواصل فبدت بوادره منذ فترة، ولعل الجدل الدائر اليوم بعد لقائه برئيس الجمهورية يعكس استشعارا من قواعد تواصل بأن جميل منصور بات خارج الحظيرة التواصلية.