الشيخة العزة، والشيخ الرضا.. أوجه الشبه والاختلاف(تحليل خاص)
قبل عشر سنوات من اليوم بالضبط، بزغ نجم رجل أصبح حديث الجميع، ملأ الدنيا وشغل الناس، لم يكن عسكريا حصد نصرا في حرب، ولا سياسيا حقق نجاحا باهرا في انتخابات، ولا عالما حصد جائزة نوبل عن اختراع كبير،بل كان رجل دين ومال، إنه الشيخ الرضا بن محمد ناجي الصعيدي، كان الرجل يشتري كل شيء ويبيع كل شيء، يعطي للجميع دون استثناء عطاء من لا يخشى الفقر، حتى وصل حد الظاهرة الوطنية التي استحقت الدراسة.
وقبل نحو سنتين تقريبا، ظهرت سيدة تتقاسم مع ذلك الرجل الظاهرة عديد الصفات، وتختلف معه في بعضها، إنها الشيخة العزة بنت الشيخ آياه..، فما الذي يميزها عن الشيخ الرضا، وما أوجه الشبه بينهما، وهل ستكون نهاية السيدة مشايهة لما آل إليه حال الشيخ الرضا؟.
أبرز المشتركات:
لعلن أبرز سيمة مشتركة بين الشيخ الرضا، والشيخ العزة بنت الشيخ آياه تتلخص في:
- الثراء الفاحش، الذي لا يُعرف له مصدر معلوم للجميع، وسبقه فقر معلوم، وتعدد الروايات حول مصدر الأموال الطائلة لديهما
-الإنفاق ببدخ على الجميع، وخاصة طبقات الفنانين، والشعراء، والوجهاء،
-الحرص على البقاء تحت الأضواء، وبريق الإعلام، وحديث الصالونات
- الحرص على التدثر بمظلة الدين والمشيخة، واستغلالهما في زيادة الأتباع والمناصرين
- حصول الشخصيتين على حصانة من النقد، والتحكم في الإعلام، والأدب، والفن، عبر إغداق الأموال على الجميع، لضمان ولائهم، أو على الأقل شراء صمتهم، كما يفعل أي شخص يمارس أعمالا يرفضها المجتمع
أهم الفوارق:
ورغم أوجه الشبه الواضحة بين الشيخة العزة، والشيخ الرضا،إلا أن المراقبين يلحظون فوارق جوهرية بينهما، من أهمها:
- ممارسة الشيخ الرضا -عبر وكلائه- للبيع والشراء، وتأسيس مكتب تجاري نشط، يشتريي كل شيء ويبيع كل شيء تقريبا، بينما لا تمارس الشيخة العزة نشاطا تجاريا معلنا على الأقل
-اهتمام الشيخ الرضا بالسياسة والظهور بقوة في دعم النظام الحاكم حينها، بينما لا تولي الشيخة العزة كبير اهتمام بالمناسبات السياسية، وتفضل التركيز على الجانب الاجتماعي، والثقافي من المجتمع
- ظهور الشيخة العزة شخصيا في المناسبات الاجتماعية، بينما ظل الشيخ الرضا متواريا عن الأنظار نسبيا بشخصه، وإن ظل حريصا على حجز مكانة بارزة في الفضاء الإعلامي لأنشطته وتحركات أنصاره- كما ورد سابقا في المشتركات بين الشخصيتين-
- كون الشيخة العزة تستقطب الأنصار، ولا يوجد لديها خصوم، لأنها تُعطي، ولا تأخذ، بينما يوجد لدى الشيخ الرضا خصوم، وإن ظلوا ساكتين طمعا في ربح سريع من معاملاته حتى انهارت مملكته، فطفقوا يصفونه بأقبح الأوصاف، ويتهمونه بالتحايل عليهم، ولسان حالهم يردد الآية الكريمة(فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).
..............................................................................................................................................................................................
وإذا كانت نهاية الشيخ الرضا باتت معروفة للجميع، وانتهى به المطاف محاصرا في قرية التيسير، بضاحية انواكشوط الشمالية، تلاحقه آلاف القضايا أمام المحاكم، وانفض الجميع من حوله، فإن نهاية الشيخة العزة بنت الشيخ آياه تبدو غامضة حتى الآن، في انتظار معرفة مصدر أموالها، التي تعددت الروايات بشأنها، بين من يراها أموالا نظيفة لا شيَة فيها، ومن يراها أموالا مشبوهة على الأقل، ولا تبدو الشيخة العزة مكترثة لجهة الإجابة عن السؤال .. من أين لكِ هذا؟.
كما تتجاهل الشيخة الثرية انتقادات من يتهمونها يالتبذير والإسراف، والرياء،وإذكاء النزعات القبلية البائدة، وتقديس الأشخاص، بل ويتهمها البعض بتهديد سكينة المجتمع وأمنه، بتصرفات، يحرمها الشرع، وقد يمنعها القانون..
وسنعود في عنصر لاحق خاص بالشيخة العزة، ونتوقف عند تبعات ما تقوم به من ممارسات، وانعكاس ذلك على المجتمع وقِيَمه، ونستشرف نهاية ظاهرتها، انطلاقا من مؤشرات واقعية.