تبرأ من الانتماء لمدينة كيفه، وشجع هجرة الشباب، ونفى ارتفاع الأسعار(تصريحات مثيرة لأغنى رجل في موريتانيا)
عقد محمد زين العابدين الشيخ احمد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين مساء أمس الأربعاء مؤتمرا صحفيا، حضره أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد، وخصص ولد الشيخ احمد 80% من حديثه للإشادة بالحكومة الجديدة، والثناء على رئيس الجمهورية، حتى تساءل بعض الحاضرين قائلا: هل هذا الوزير الناطق باسم الحكومة، أم ممثل القطاع الخاص؟.
إشادة رئيس أثرياء موريتانيا بالسلطة التنفيذة- رغم استفاضته فيها- لم تكن نشازا، فالرجل معروف أنه جمع ثروته الطائلة في وقت قياسي خلال سنوات قليلة من ريع صفقات الدولة، التي كان معظمها بالتراضي، وبالتالي لا غرابة في كيله المديح للسلطات، لكن المثير للاستغراب هو تبرؤ زين العابدين الشيخ احمد من انتمائه لمدينة كيفه، ردا على سؤال لأحد الصحفيين، حيث قال ولد الشيخ احمد إنه لا يعتبر نفسه ابنا لمدينة كيفه، وأن تلك المدينة لا تحظى لديه بأهمية أكثر من أي مدينة أخرى، وعدد بعض المدن، مثل سيلبابي، كيهيدي، لعيون، روصو.
وكان لافتا كذلك، تأكيد ولد الشيخ احمد أن موجة هجرة الشباب نحو الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر ظاهرة إيجابية تماما، وينبغي تشجيعها، وبرر ذلك بكون المهاجرين سيساهمون في تنمية اقتصاد البلد عبر التحويلات المالية التي يبعثونها إلى ذويهم، وتجاهل رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين أن الهجرة والاغتراب تجربة مرة وصعبة على المهاجر وأسرته، حتى لو كانت عبر طرق شرعية آمنة، أحرى وهي هجرة غير شرعية محفوفة بالمخاطر.
بعض الحضور استغربوا موقف ولد الشيخ احمد هذا، ورأوا فيه تهربا من توفير فرص شغل للشابا تغنيهم عن ترك وطنهم وذويهم، والاغتراب الصعب، الذي ليس ضامنا في النهاية لتحصيل الثروة، كما صور ولد الشيخ احمد ذلك.
ولم يشأ ولد الشيخ احمد اختتام مؤتمره الصحفي قبل أن يدلي بتصريح آخر مثير للاستغراب والاستفزاز للفقراء، بقوله إن مستوى الأسعار في موريتانيا منخفض، ومتوسط، ولا يوجد غلاء للمعيشة في البلد، مؤكدا أن بعض المواد الغذائة تباع بسعر أخفض من سعرها في الدولة التي تُستورد منها، وأعطى مثالا بمادة الأرز المستورد من تايلاند، قائلا إن سعره أرخص في موريتانيا من تايلاند نفسها!!.