المجموعة الحضرية تجبر المواطنين على التقاط صور مع الحمير ! (تقرير)
تقوم مجموعة انواكشوط الحضرية منذ أسابيع بحملة لمصادرة الحيوانات السائبة في شوارع انواكشوط، وتقول المجموعة الحضرية إنها تسعى من وراء الحملة لإضفاء وجه حضاري على العاصمة، إلا أن العلاقة الوطيدة بين الإنسان الموريتاني، والحيوانات جعلت هذه العملية تواجه بانتقادات من البعض.
ولمحاولة الوقوف على الجوانب المختلفة لهذه العملية، وما لها، وما عليها، زار موفد (الوسط) الحظيرة المركزية التي تحتجز فيها المجموعة الحضرية الحيوانات المصادرة قرب مسجد المغرب، بمقاطعة الميناء، لكن عناصر الشرطة المكلفين بحراسة المكان، والمدنيين العاملين معهم منعوا موفد (الوسط) من التصوير، ودفعوه بقوة، بحجة أن التصوير ممنوع بدون إذن مسبق.
موفد (الوسط) اتصل بمسؤول رفيع في المجموعة الحضرية من عين المكان لكنه قال إن التصوير يحتاج لأخذ موافقة المجموعة الحضرية، رغم اعترافه أنه لا يوجد تعميم رسمي بمنع الصحفيين من التصوير، وقد انتقلنا إلى مقر المجموعة الحضرية، وقابلنا أمينها العام، طلبا لإذن بتصوير الحظيرة، إلا أن الأمين العام قال إنه لابد أن يرجع إلى رئيسة المجموعة الحضرية لتقول كلمتها في الموضوع.
المواطنون الذين التقيناهم عند الحظيرة أجمعوا على رفض هذه العملية، وقد شاهدنا بعضهم يصرخ، ويستجدي عمال المجموعة الحضرية من أجل أن يعيدوا إليهم حيواناتهم دون جدوى، في حين اشتكى بعض المواطنين من إهانتهم بإجبارهم على التقاط صور وهم واقفين مع الحمير، أو الماعز، أو البقر، وستحتفظ المجموعة الحضرية بتلك الصور المهينة لكرامة الإنسان.
وقد أبدى مواطنون خشيتهم من ضياع حيواناتهم،أو وقوعها في أيدي لصوص، أو متحايلين، لأن المجموعة الحضرية تصادر هذه الحيوانات من الشوارع، قبل التعرف على أصحابها، وبعد وصولها لحظيرة الحجز يمكن لأي شخص لديه بطاقة تعريف أن يسحب هذه الحيوانات، بعد أن تحتفظ المجموعة الحضرية بصورة من بطاقة تعريفه، وصورة فوتوكرافية له مع الحيوان قبل سحبه، وقد يستغل محتالون هذه الفرصة لاستلام حيوانات غيرهم.
عقبة أخرى تواجه المواطنين الفقراء، وهي إجبارهم على دفع مبلغ 2300 أوقية عن كل شاة وبعضهم لا يملك قوت يومه، ويتساءل باستغراب: هل فشلت المجموعة الحضرية في إخلاء شوارع العاصمة من القمامة، ونجحت فقط في احتجاز ممتلكات الفقراء؟ .
موفد (الوسط) تجول بعد ذلك في بعض شوارع العاصمة ولاحظ وجود المئات من الغنم على جنبات الطريق الرئيس قرب مجمع طرق "نانسي" (الصور) ولم تقم المجموعة الحضرية بمصادرتها، ما يفتح الباب أمام التساؤل عن أهداف هذه العملية، ولماذا تتم الانتقائية في تطبيقها؟