رئيس الجمهورية يقف بنفسه على حقيقة مكب "تيفريت"(صور تنشر لأول مرة)
" تيفريت" قرية قفزت إلى واجهة الأحداث خلال الأسابيع الماضية، بعد دخول بعض سكانها في اعتصامات، واحتجاجات على ما قالوا إنها أضرار جسيمة يسببها لهم مركز طمر نفايات العاصمة، وقد أخذت قضية قرية تيفريت بعدا سياسيا عندما تبنتها بعض أحزاب المعارضة، وأعلنت تنديدها بما وصفته قمع سكان القرية على يد الدرك الوطني.
موفد (الوسط) كان من أوائل الصحفيين الذين تمكنوا من دخول مركز طمر نفايات العاصمة قرب قرية تيفريت، خلال حملة تنظمها الحكومة لتنظيف العاصمة اليوم السبت، وقد تجول موفد (الوسط) في جنبات مركز طمر النفايات، ومن أجل وضع القارئ الكريم في صورة حقيقة قضية تيفريت، نضع بين أيديكم مشاهداتنا من عين المكان، دون زيادة أونقصان.
أولا: مركز طمر القمامة ليس في قرية تيفريت، معلومة لا شك ستفاجئ الكثيرين، ممن كانوا يشاهدون سكان القرية، وهم يقولون إن القمامة تلقى على منازلهم، فمركز طمر النفايات يوجد على بعد نحو 4 كلمتر من طريق الأمل، حيث توجد قرية تيفريت، ولا توجد أي مساكن بالقرب من المكب على الجهات الأربع.
ثانيا: لا وجود للقمامة بمركز طمر القمامة وهي معلومة لا شك ستكون صادمة للبعض، وقد لا يصدقها، لكن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز نفسه وقف على تلة وتحت قدميه أكثر من 2 مليون طن من القمامة، والتفت عن يمينه، وعن شماله، وتساءل: أين هي القمامة التي يشتكي منها سكان تيفريت ؟!! وذلك لأن المجموعة الحضرية تقوم بحفر حفر ضخمة، وبعد امتلائها بالقمامة تقوم الجرافات بردمها، ويتم غرس الأشجار فوقها، ليبدو المنظر أخضر، يستهوي الناظرين، الذين لا يعلمون أن القمامة تحت الأرض، وهذه العملية تجعل هذه النفايات بعيدة عن إلحاق أي أذى بالسكان، أو البيئة.
ثالثا:أسئلة حائرة... أمام هذا الواقع تتبادر إلى الأذهان بعض الأسئلة، أولها: لماذا يشتكي سكان تيفريت من القمامة، رغم أن المكب موجود على بعد 4 كلم من منازلهم، وتقوم المجموعة الحضرية بطمر القمامة تحت الأرض ؟ والسؤال الثاني: لماذا أثريت هذه القضية فقط بعد تولي المجموعة الحضرية تنظيف العاصمة ؟!
في محاولتنا للوصول لأجوبة منطقية لبعض هذه التساؤلات استمعنا لمن يقول إن بعض سكان تيفريت كانوا يتلقون أموالا من شركة بيزورنو الفرنسية، وأن المجموعة الحضرية غير مستعدة لذلك معلومات لم نتمكن من إثباتها، وليس لدينا أيضا ما ينفيها، ولكن ما يجمع عليه مراقبو المشهد أن رئيس الجمهورية وقف بنفسه على حقيقة مكب النفايات في تيفريت، وليس من رأى كمن سمع.
هذا وكانت الدولة قد منحت هذه المساحة لمجموعة انواكشط الحضرية لاستخدامها كمكب لنفايات العاصمة سنة 2004، وبدأ استخدامه سنة 2007 مع شركة بيزورنو الفرنسية، وبتمويل من البنك الدولي أقيمت منشآت في هذا المكان تضم سكنا، ومطعما، ومرئابا لصيانة السيارات، والشاحنات، وكذلك ميزان ضخم تقف عليه الشاحنات لوزن حمولتها من القمامة، التي تعرض على جهاز حاسوب، يقوم بإخراج وصل يتضمن حمولة الشاحنة، وذلك منعا لأي تلاعب في هذا المجال، كما تم تزويد المكان بالماء، والإنارة، وقد زاره خبراء أوربيون، وأشادوا بالإجراءات المتخذة في التخلص من القمامة.