خالف تُكرم !
"خالف تعرف"..مقولة مشهورة، ربما تجد مصداقا لها في الأعراف السياسية الحديثة، في موريتانيا مثلا، يلاحظ المراقبون أن الشخصيات المثيرة للجدل داخليا، بل والمطاردة قضائيا، والمنبوذة دينيا هي التي يتم تكريمها من منظمات حقوق الإنسان الغربية، والصحف، والمجلات الغربية.
ما يطرح سؤالا حول معايير تلك الجهات في اختيار الشخصيات المكرمة، ففي موريتانيا هناك الكثير من العلماء، والمثقفين، والنشطاء الحقوقيين، والخبراء، ومع ذلك لا يتم تكريم إلا من خرجوا على إجماع المجتمع، وشقوا عصى التوافق في المجالات الاجتماعية، أو الدينية، أو الثقافية، حتى إن الشباب الموريتاني يتداول أحاديث عن أن الشذوذ، الجنسي، أو الفكري هو أفضل طريق للحصول على تأشيرة دخول الدول الغربية، من هنا جاء اختيار مجلة " جان أفريك"
الفرنسية المهتمة بالشؤون الإفريقية لبيرام ولد اعبيدي زعيم حركة إيرا، ومنتو بنت المختار رئيسة رابطة النساء معيلات الأسر ضمن 15 شخصية هي الأبرز في القارة الإفريقة في عام 2014 وكأنه لا يوجد في موريتانيا حقوقيون سوى ولد اعبيدي، وبنت المختار،وتذكر هذه الحالة بنهج قديم متجدد يتبعه الغرب للتدخل في شؤون الدول العربية، والإسلامية، بذريعة حقوق الإنسان، والحريات، التي يدوسونها في عقر ديارهم، وينتهكونها في أصقاع العالم بحروبهم، وجرائمهم.
قبل أشهر احتفت الولايات المتحدة بمواطنة من السودان أعلنت ردتها عن الإسلام، ومنحتها حق الإقامة، مع امتيازات، وقصة المفكر سلمان رشدي صاحب " آيات شيطانية" معروفة حيث احتفت به ابريطانيا، بعد أن هدر دمه مرشد إيران الخميني، هي إذا سياسة تقوم على مبدأ:حقوق الإنسان في خدمة الأجندة الساسية، وليست السياسة في خدمة حقوق الإنسان، علما أنه عندما يتعلق الأمر بالإنسان المسلم يصبح للحقوق، وللإنسانية مفهوم آخر لدى الغرب.