النعمه.. عندما يموت الأغنياء جوعا!
عاصمة الحوض الغربي، أو الولاية رقم 1، مدينة النعمه، بثقلها السكاني، وبتاريخها القديم، والحديث، وبدورها السياسي الكبير، مع كل تلك الاعتبارات، وبتلك الصفات تستقبل النعمه هذه الأيام مئات الضيوف القادمين من مختلف مناطق الوطن لحضور زيارة رئيس الجمهورية للولاية، وتبرز مشكلة باتت تؤرق ضيوف النعمه، وهي غياب أي مطاعم، أو فنادق، أو مجمعات تجارية، فالنعمه هي المدينة الوحيدة التي يمكنك أن تموت فيها " جوعا" وأنت تحمل النقود في جيبك، فلا يوجد ما تشتريه.
ولولا طيبوبة أهل هذه المدينة، وكرم ضيافتهم لحدث ما لا يتصور، ويرجع المراقبون غياب هذه المرافق عن عاصمة الحوض الشرقي إلى عدم اهتمام أطر المدينة بتنميتها، فأبناء النعمه، منقسمون إلى ثلاثة أصناف:
صنف من الفقراء، الذين لا حول لهم ولاقوة، وأغلبهم من سكان المدينة القدماء، وصنف من المنمين، ويهتمون برعاية مواشيهم، وينتشرون في البوادي، والأرياف، ولا يأتون للنعمه إلا قليلا، للتزود بالمؤن، أو للاستشفاء، والقسم الثالث هم أطر النعمه العاملين في الدولة، ورجال أعمال المدينة وكلهم يقطنون في انواكشوط، ولا يستثمرون في مدينتهم، بل ولا يزورونها إلا في المواسم السياسية، أو زيارات الرئيس، وبعضهم لا يمتلك حتى منزلا في النعمه.
وهكذا تركت مدينة النعمه لتواجه النسيان، والتخلف، رغم حضورها في الإعلام، وفي أجندة السياسيين.. بنية عمرانية متهالكة، وشوارع ضيقة، أشبه بالمغاراة، وأسواق أكثر المعروض فيها هو الغبار، وساكنة تنتظر من يشكر نعمة النعمه، ويلتفت إلى هذه المدينة، التي يصدق فيها قول القائل .." أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه".