مؤتمر ل"لحراطين" وحزب ل "البيظان" موريتانيا إلى أين ؟!
تشهد موريتانيا هذه الأيام تناميا لظاهرة الاصطفاف الفئوي، والعرقي، كما لم تشهده من قبل، وحمل الأسبوع الحالي حدثين بارزين في هذا الاتجاه، الأول انعاقاد مؤتمر في داكار خاص بشريحة "لحراطين" والثاني الإعلان عن إطلاق حزب سياسي يحمل اسم " نداء الوطن" بزعامة داوود ولد أحمد عيشه، وهو شخص يجاهر بانحيازه لشريحة البيظان، ويتهم حزبه الوليد بالعنصرية برأي البعض.
وكانت السلطات الموريتانية قد منعت الترخيص لحزب سياسي تابع لحركة " إيرا" تنفيذا للقانون الذي يحرم إنشاء الأحزاب على أساس فئوين او عنصري، هو إذا حراك " مرضي" ينخر جسم هذا المجتمع، الذي على مر العصور متماسكا، متاءاخيا، رغم جراحاته، التي لم تكن يوما عامل تشرذم، وتفكك، بقدر ما كانت عامل تكافل، وتعاون.
صحيح أن دعاوي التفرقة، والعنصرية محصورة أكثر في نخب قليلة، بينما غالبية المواطنين يتعايشون بسلام، وهذا هو الضمان الوحيد لمنع حصول الأسوأ، لكن الجميع، - بدون استثناء-مطالبون بإدراك خطورة الوضع، والتحرك في الاتجاه الصحيح، وتبدو السلطات الرسمية مطالبة في هذا المنحى بخطوتين اثنتين، الأولى التعامل مع المهمشين، والمطهدين بروح الإنصاف، والإشراك في خيرات الوطن، والمساواة بين الجميع، والثانية الأخذ على يد " المخربين" من الطرفين، وردعهم، ووقفهم عند حدهم، فحرمة الوطن، أهم من حرية التعبير، والحفاظ على الوطن، أولى من البحث عن إرضاء هذا الطرف أو ذاك، فالوطن للجميع، ويجب ألا نخجل من بتر أي عضو يشكل سرطانا في جسم الوطن، قبل أن تستشري العدوى في باقي أجزاء الوطن.