انواكشوط: بعد الإهمال.. عمليات تحايل على أموال المواطنين في المستشفى الوطني (خــاص)
يعتبر قطاع الصحة العمومية من أهم القطاعات التي يتباهى نظام ولد عبد العزيز بتحقيقه لإنجازات كبيرة فيها، ومع ذلك لا يزال هذا القطاع يحصد أكبر نسبة من الانتقاد، لتدني خدماته، وقصوره عن الاستجابة للحد الأدنى من تطلعات المواطنين.
بشكل مفاجئ، ودون ترتيب مسبق ساقنا القدر إلى المستشفى الوطني،قسم الحالات المستعجلة، بُعيد منتصف ليل التاسع من رمضان، قبل ثلاثة أيام بالتحديد، تعرض أحد إخوتي لجروح في قدميه، بسبب شظايا الزجاج، خلال لعبه لكرة القدم بعيد الفطور.
في الحالات المستعجلة بالمستشفى الوطني كانت المشاهد التالية، ولكم أن تحكموا بأنفسكم،.. بعد دقائق من الترنح في بهو الحالات المستعجلة لم نجد من يُرشدنا، أحرى من يستقبلنا، سألنا عن الوجهة التي ينبغي أن نسلك، فاهتدينا إلى حُجرة مليئة بالقمامة، وبقايا الصباغة، قال لنا الطبيب إنه لم يتناول وجبة العَشاء بعد، ولا يمكنه أن يُسعفنا، وبعد الانتظار لدقائق، والطفل ينزف، جاء الطبيب بعد العَشاء، وبدأ يبحث عن عامل النظافة لينظف الغرفة قبل السماح لنا بدخولها، وتأخر عامل النظافة في الحضور.
بدأ الطبيب في معاينة حالتنا، بعد طول انتظار، وأمرنا بإجراء فحص الأشعة
" الراديو" أخرجنا لهم بطاقة التأمين الصحي، فأخبرونا بأن خدمات صندوق التأمين الصحي تنتهي بحلول الليل، وعلى المؤمنين أن يصرفوا من جيوبهم، رغم أن الصندوق يقتطع من رواتبهم ليل نهار، تجاوزنا ذلك، وأجرينا الفحص المطلوب، وعدنا بالنتيجة للطبيب، فكانت المُفاجأة.
أكثر من عشر كامرات مراقبة منصوبة في شاشة كبيرة في بهو الحالات المستعجلة، لكن هذه الكامرات لم تمنع الطبيب من القيام بتصرفين، غير قانونين، بل قد يصلان مرحلة السرقة، والتحايل، التصرف الأول هو أن الطبيب وصف لنا حُقنة، ولما هممت بالذهاب للصيدلية لشرائها أخرجها الطبيب من جيبه، وقال لي هذه ب 2000 أوقية، وكأن الطبيب تحول إلى " تيفاي" أدوية، أما التصرف الثاني من الطبيب، فهو أنه قال لي إن خياطة الجرح تتطلب أن أدفع له مبلغ 3000 أوقية إضافية، مع أن الطبيب يتقاضى راتبه من الدولة، ونحن في مستشفى عمومي، ولسنا في عيادة خاصة، حتى ندفع المال، ثم إن صندوق المستشفى هو وحده المُخول لأخذ النقود من المواطنين، مقابل أوصال استلام مُصدقة، بعكس ما فعله الطبيب.
بعد هذه الحادثة بيومين جئت لمستشفى الصداقة، وتحديدا قسم الأطفال، ولدينا طفل مُصاب بالحُمى فوجدنا الطبيب مُنهمكا في مداعبة هاتفه الذكي، ويبدو أنه في دردشة حميمية " امكونكتي" وهو جالس على حائط أمام المستشفى... الصحة عندنا ليست بصحة للأسف.
متعكم الله بوافر الصحة، والعافية.