صوملك.. الفساد، والإفساد (ح 1)
الشركة الوطنية للكهرباء، أو " صوملك" المسؤول الوحيد عن توفير الكهرباء للمواطنين، كم كانت هذه الشركة عادلة، ومُنصفة، وشاملة في توزيع الظلام على أحياء العاصمة انواكشوط، دون استثناء، فحتى أحياء تفرغ زينه الراقية باتت تنال حصتها من الظلام على يد صوملك، والغريب في الأمر أن الشركة تتفنن دائما في التبريرات، تبريرات هي في الواقع عذر أقبح من الظلام، فما يريده المواطن، وما يستحقه الزبون مقابل قطع خدمة الكهرباء من طرف الشركة هو التعويض، وليس التبرير، وحتى التبريرات يبدو أنها قد نفدت من خزائن صوملك، فبات صهريج الماء، يتشابه عندها مع صهريج البنزين، وتقدم ذلك تبريرا لقطع الكهرباء عن العاصمة.
انقطاع الكهرباء عن معظم أحياء انواكشوط وصل في بعض الحالات 24 ساعة، في شهر رمضان المبارك، حيث تتضاعف الحاجة للمكيفات، والثلاجات، والخطير في الأمر أن التجار، والأسر يتكبدون خسائر مالية فادحة بسبب انقطاع الكهرباء، ومع ذلك لا تقوم صوملك بتعويضهم، بل ولا حتى مجرد الاعتذار لهم!
تمتلك صوملك مستشارين قانونيين، وإعلاميين، لكنهم لم يشيروا عليها بتحمل مسؤوليتها القانونية في تعويض الزبناء المتضررين من رداءة خدماتها، ولم يُفلحوا في تبييض صورة هذه الشركة، التي يلفها الظلام الحالك، مثل ظلام أحياء العاصمة، كم أنت مثيرة للشفقة يا صوملك، فالدول باتت تصرف لمواطنيها علاوات للرفاه، في حين تعجز صوملك عن توفير الكهرباء!.
لقد استقبلت صوملك ثلاث مديرين خلال أشهر قليلة، ومع ذلك فإن سكان انواكشوط يتندرون بالقول :" إن كوراه مزال ألا "مرخي" فأين يكمن السر في عجز صوملك عن أداء مهمتها بالحد الأدنى ؟ أهو سوء التسيير، أم نقص التمويل؟ أم هو غياب استراتيجية واضحة، وناجعة؟
موقع (الوسط) يفتح ملف " صوملك.. عدالة الظلام" في سلسلة تقارير، ستسلط الضوء - إذا لم تقطعه صوملك- على أوجه الفساد، والإفساد في هذه الشركة، كما سنحاور بعض الزبناء المتضررين من قطع الكهرباء، ونقدم نماذج بالصور على فساد، وإفساد هذه الشركة.