الوسط يرصد أجواء سوق العنبر " العنكار" الجديد ب "كابيتال" (صور+ مقابلات)
تطرح مشكلة الباعة المتجولين الذين يحتلون الأرصفة و الطرقات، و يسدون منافذ الأسواق و مخارج المصارف و بعض المؤسسات العمومية وسط العاصمة انواكشوط العديد من التعقيدات و التحديات، و في هذا الإطار قامت الحكومة الموريتانية ببناء "عنبر " جديد في الجهة المقابلة لسوق العاصمة الشهير " بمرصت كابيتال" و الذي أصبح متهالكا و يوشك على الانهيار حسب الدراسات، لكن هذه السقيفة الجديدة لا تبدوا جاذبة للباعة المتجولين الذين يعزف بعضهم عن استغلال أمكنته الجديدة بفعل هاجس الربح و الخسارة من ناحية، و عدم توفر الأمان و غياب الخدمات الضرورية من ناحية أخرى.
كاميرا (الوسط) تجولت في سوق العنبر الجديد، و التقت بعض الباعة فيه، و حاورتهم حول أفضيلة هذه السوق، و أهم المآخذ عليها، ثم حملنا أسئلتهم و استشكالاتهم إلى الجهة المسؤولة.
تثمين المنجز
عبر العديد ممن التقينا بهم من رواد السوق سواء كانوا باعة أو متبضعين عن أهمية هذه الخطوة في التخفيف من الضغط على السوق المركزية، و الحد من احتلال الأرصفة و الطرقات، و التلوث و غيرذلك من المخاطر التي يواجهها هؤلاء. هذا إضافة إلى أنه من المفترض أن يضع حدا للعبة الكر و الفر بين البلدية و هؤلاء الباعة المتجولين.
محمد لمين ولد إكبرو صاحب الحانوت رقم (j57) شكر السلطات العمومية على إقامة هذه السقيفة ،و توزيعها على الباعة الذين تضيق قدرتهم عن الحصول على محلات بسبب غلاء الإيجار،ونوه في نفس الوقت بالشفافية التي طبعت عملية تسجيل الباعة و توزيع الأمكنة، لكنه عزا عزوف بعض رفاقه عن استغلال أمكنتهم حتى اللحظة إلى ضعف إقبال المتسوقين على هذه السقيفة الجديدة.
سقيفة تفتقر إلى أبسط مستلزمات الحياة الضرورية
اشتكى العديد من الباعة و من مرتادي هذه السوق من عدم توفر الخدمات الأساسية، حيث لا توجد حنفيات للتزود بالماء الشروب، والكهرباء معدومة، ورغم أن السقيفة موصولة بالشبكة، فالإنارة العمومية مفقودة مما يعرض البضاعة في المساء للسرقة.
أما المطلب الأكثر إلحاحا فهو المراحيض،حيث لا يستوعب هؤلاء الباعة كيف لم تقم السلطات العمومية ببناء مراحيض عمومية لأكثر من 4000 بائع يقضون نهارهم كله في هذا المكان،كيف سيقضي هؤلاء حاجتهم يتساءل أحدهم؟
(الوسط) حمل هذه المطالب و التساؤلات إلى المسؤول عن ملف العنبر السيد محمد محمود ولد أحمدو مفتش عام مجموعة انواكشوط الحضرية الذي تفضل مشكورا بالإجابة على الأسئلة.
المفتش قال إن هذه السقيفة جاءت تلبية للحاجة والمطالب المتكررة لهؤلاء الباعة المتجولين الذين استفاد منهم 1168 ممن شملهم التسجيل من أماكن للعرض و البيع في هذه السوق الجديدة المخصصة للباعة المتجولين وسط العاصمة.
و أضاف أن وزراة الإسكان هي الجهة التي أشرفت على بناء العنبر مشيرا إلى أن المجموعة الحضرية عبرت في رسالة إلى الوزارة المعنية عن استعدادها لبناء مراحيض لهذه السقيفة، لكنها لا تزال تنتظر الجواب!
و أردف المفتش أن عملية استغلال الأمكنة في هذه السقيفة لا تزال في البدايات الأولى رغم حملات التحسيس التي قامت بها المجموعة الحضرية و إخلاء الشوارع و الواجهات الأمامية للأسواق من الباعة الذين يحتلونها كل مرة.
ولد أحمدو أشار إلى أن السلطات منحت (6 أشهر) فترة إعفاء من الرسوم ابتداء من تاريخ تسلم الإفادات، بعدها يدفع التاجر مبلغ (100) أوقية يوميا أي 3 آلاف أوقية شهريا.
وحث السيد المفتش هؤلاء الباعة على استغلال أمكنتهم داخل العنبر، و إلا فإنها قد تتعرض للمصادرة إذا مضت 15 يوما دون استغلالها من طرف صاحبها.