شاهد بالصور كيف اقتنع ولد عبد العزيز بتعيين ولد حدمين على رأس الحكومة (تقرير+صور)
كثير من الناس يظن أن التعيين في المناصب العليا في الدولة يكون وليد اللحظة، بقرار مفاجئ،وبطريقة عشوائية، لكن الواقع عكس ذلك، خلال مأموريته الأولى تمسك رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بوزيره الأل د/ مولاي ولد محمد لغظف، لاعتبارات هو أدرى بها، لكن يبدو أن الرئيس قرر أن يضخ دماء جديدة في قصر الحكومة، وبدأ يُقلب نظره، ويُجيل فكره في طاقمه الوزاري، عله يعثر على الخيار الأفضل لإدارة دفة الحكومة مع مطلع المأمورية الثانية، ولم يكن أحد ليتوقع أصلا إقالة ولد محمد لغظف، أحرى أن يتكهن بمن سيخلُفه، لكن بالنسبة للرئيس ولد عبد العزيز كانت الأمور واضحة، وكان قد حسم أمره، وحدد خياره، وبدت المؤشرات جلية لمن كان له حس سياسي، أو أمعن النظر، وقرأ ما بين السطور.
نجاح حملة كيديماغا
فور وصوله مدينة سيلبابي عاصمة ولاية كيدي ماغا يوم 10/7/ 2014 اكتشف المرشح محمد ولد عبد العزيز أن جهودا كبيرة بذلها مدير حملته في الولاية يحي ولد حدمين، لضمان الحشد الجماهيري من جهة، وللتغلب على الخلافات السياسية المحلية من جهة أخرى، وتوحيد الصف خلف المرشح ولد عبد العزيز، وجاء مهرجان سيلبابي مساء الأربعاء 11/7/ 2014 ليؤكد لولد عبد العزيز هذه الحقيقة، وغادر ولد عبد العزيز سيلبابي وهو يدرك الفرق بين أداء حملة كيديماغا، والولايات الأخرى.
تدشين توسعة ميناء الصداقة
في اليوم الموالي لتنصيبه، وفي أول نشاط رسمي يقوم به.. توجه ولد عبد العزيز صباح يوم الأحد 03/08/ 2014 لتدشين توسعة ميناء انواكشوط، (ميناء الصداقة) وأمضى ولد عبد العزيز نحو ساعتين من أول أيام المأمورية الثانية يعاين، ويتجول في هذه المنشأة الضخمة، ومشى ولد عبد العزيز مسافة 600 متر هي مسافة الرصيف الجديد، وكان واضحا مدى إعجاب الرئيس بهذا العمل، الذي أشرف عليه وزيره للتجهيز والنقل يحي ولد حدمين.
هذا فضلا عن نجاح ولد حدمين في تجسيد حُلم ولد عبد العزيز في تغيير وجه العاصمة بالكامل، وشق مئات الكيلمرات من الطرق، والأرصفة، وإنجاز مطار انواكشوط الجديد، وتحديث مطارات الولايات، والأهم هو تحويل مؤسسة " أنير" من مؤسسة مهجورة، توشك على الإفلاس، تمتلك جرافتين، وبضع سيارات متهالكة، إلى أكبر مؤسسة لإنجاز الطرق، بعدأن كانت مهمتها تنحصر في صيانتها فقط.
لكن العامل الأهم، والحاسم، والذي رجح اختيار ولد حدمين لتشكيل الحكومة هو أن كل هذه الإنجازات صاحبها ترشيد للمال العام، فرغم أن ميزانية وزارته هي الأكبر، ويُدير عشرات المليارات، إلا أن ولد حدمين لم يمتلك لنفسه قصورا مشيدة، ولا أسواقا تجارية، ولم يؤسس لنفسه شركات مقاولة، رغم إمكانية ذلك، أدار تلك الأموال الضخمة، وأنجز كل تلك الإنجازات العملاقة، وهو لا يزال يحتفظ فقط بمنزل متواضع، في حي متوسط في انواكشوط، شيده منذ كان عاملا في شركة " اسنيم" وحرص ولد حدمين على عدم التبرح من المال العام، جعل ولد عبد العزيز يدرك أنه رجل المرحلة، بل هو الرجل المناسب في المكان المناسب.