أكذب، وأغرب ما نُشر عن الوزير الأول يحي ولد حدمين
تطالعنا بعض المنابر الإعلامية بأخبار هي أقرب إلى حديث المُنجمين، منها إلى أخبار بالمعنى المعروف، في لعبة اعتاد البعض على امتهانها، وهي لعبة " لكزانه" إذا جاز القول، الضرب بالحصى، ومحاولة استشراف الغيب، والتنبؤ بما سيحمله مقبل الأيام، ولكن:
لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى@ ولا زاجرات الطير ما الله صانع
بعد الزيارات التي أداها الوزير الأول يحي ولد حدمين خلال الأسابيع الماضية إلى مدن، وقرى، وبلدات في ولايات الحوضين، ولعصابه،والاستقبالات الشعبية، والرسمية الكبيرة التي حظي بها الرجل، برعاية من السلطات، واحتضان من الجماهير، أصيب البعض بالارتباك، ووقع تحت تأثير المفاجأة، فراح يكتب أخبارا أغرب من الخيال، لا تدعمها وقائع، ولا تؤيدها مؤشرات، ولا تستند إلى معطيات.
مصادر رافقت الوزير الأول في عطلته الأخيرة أكدت أن ولد حدمين لم يتحدث مطلقا عن الشأن السياسي مع الجماهير، ولم تطلب منه تلك الجماهير ذلك، أحرى أن يكون أخبرها بنيته الترشح لرئاسيات 2019 كما أن الوزير الأول لم يعقد أي اجتماعات مغلقة – كما ذكر البعض- فاجتماعاته كانت كلها مفتوحة أمام الجميع، وتدور في المجمل حول هموم الساكنة المحلية، وما تعانيه، فضلا عن أحاديث أخوية، ونقاش بعض القضايا الاجتماعية العائلية بعيدا عن السياسة.
والأكيد أيضا أن الوزير الأول يحي ولد حدمين مُنشغل بمواجهة مُخلفات الأمطار على سكان انواكشوط، وكيف سيتم إنجاح افتتاح العام الدراسي الجديد، أكثر من انشغاله برئاسيات 2019 أما الحديث عن علاقة خاصة للوزير الأول مع بعض قادة المؤسسة العسكرية والأمنية فهو حديث خُرافة، فالقادة العسكريون لديهم همومهم، وانشغالاتهم، والوزير الأول لديه التزاماته، ومسؤولياته الكبيرة، وليس لدى الطرفين مُتسع من الوقت لبحث طبيعة، وأسماء المترشحين لرئاسيات 2019 .
أما الكذبة الكبرى فهي القول بانزعاج رئيس الجمهورية من الاستقبالات الشعبية الكبيرة للوزير الأول، وذلك لسببين بسيطين:
أولا .. شعبية الوزير الأول من شعبية رئيس الجمهورية، وأي دعم لولد حدمين هو في النهاية دعم لنظام ولد عبد العزيز، ولا معنى لأي فهم آخر.
ثانيا: لأن استقبالات الوزير الأول كانت تتم بعلم، بل ورعاية، ومشاركة السلطات الإدارية المحلية، فهل يُعقل أن الرئيس منزعج من هذه الاستقبالات، ويُعطي تعليماته للسلطات المحلية بالمشاركة فيها؟!.
هو إذا تخبط أعمى، وتكهنات كاذبة، و" كذب المُنجمون ولو صدقوا" .